بقلم/ حليمة صومعي- جريدة البديل السياسي
صورة لم تكتمل… في بني ملال.
هناك من يسكن المستقبل وهناك من ينتظر أن يبدأ الحاضر بين حي عصري ودوار عطشان… أين يلتقي أبناء المدينة؟
بني ملال، عاصمة الجهة، مدينة تحمل في ملامحها صورتين متناقضتين؛ أحياء جديدة بشوارع واسعة وإنارة حديثة، ومشاريع عمرانية تعكس ملامح مدينة الغد، وفي المقابل، أحياء هامشية وقرى مجاورة ما زالت تصارع غياب أبسط مقومات الحياة.
في قلب المدينة، ترتفع العمارات السكنية والمراكز التجارية، بينما على أطرافها يعيش دوار أوربيع معاناة العطش وانعدام الكهرباء، حيث تقطع النساء والأطفال مسافات طويلة بحثًا عن الماء، في وقت يتحدث فيه المسؤولون عن التنمية المستدامة.
أما حي أمغيلة، فقصته مختلفة لكن وجعه واحد. الساكنة، من ذوي الحقوق في الأراضي السلالية، خرجت للاحتجاج مطالبة بالإنصاف والشفافية في توزيع الأراضي، معتبرة أن الإقصاء والقرارات الفوقية حرمتهم من حقهم المشروع في الأرض.
هذه المشاهد المتباينة تجعل السؤال مُلحًّا: كيف يمكن لمدينة واحدة أن تسكن المستقبل والحاضر الغائب في الوقت نفسه؟ الفجوة بين وسط بني ملال وأطرافها لم تعد مجرد ملاحظة عابرة، بل واقع يومي يعيشه سكان الأحياء المهمشة، الذين يشعرون أن حصتهم من التنمية ما زالت مجرّد وعود مؤجلة.
العدالة المجالية داخل المدينة ليست ترفًا، بل ضرورة لضمان أن يعيش كل مواطن بني ملالي بكرامة، أينما كان موقع بيته على الخريطة.
لأن بني ملال الحقيقية لن تكتمل صورتها إلا عندما تلتقي أحياؤها الراقية بأحيائها الهامشية في مستوى واحد من الخدمات والفرص.
والنداء اليوم إلى مسؤولي المدينة: لا تدعوا هذه الفجوة تكبر حتى يصبح من المستحيل ردمها. اجعلوا بني ملال لوحة متناسقة الألوان، حيث لا فرق بين حي في قلب المدينة ودوار على هامشها، فالجميع أبناء بيت واحد اسمه بني ملال.
تعليقات
0