جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

ســارق الــدلاح … بقلم سفيان علالي

575031977_2633867473618569_2257521355314601157_n

جريدة البديل السياسي – بقلم سفيان علالي

سارق الدلاح:

***********

وأنا أرعى ذات صيف نُعيجاتٍ قرب حقل ذرة، صغير لا

يتجاوز حجمي حجم سطل أو كُرة، وغير بعيد مني توجد بَحِيرة فگوس ودلاح، نظرة إليها تجعل القلب جد مرتاح، وكأنها تقول لي هيت لك يا عُبيدالفتاح، فكل ما تراه فيَّ فهو لك حلال مباح، ينبعث صوتها دافئا فيبث في النفس الانشراح…

حاولت المقاومة لكن مصيري كان الانهزام، فسولت لي نفسي الأمارة بالسوء الإقدام، غير مبال بما خلفي من الأغنام، ولا بصاحبها الذي كان أقوى من الضرغام، فانطلقت أمشي على رؤوس أصابع الأقدام، كأنني قط أو شبل يزحف في الظلام، يتربص بحَمَل وديع خلف الآكام،…

دخلت البحيرة وسرقت منها أجمل دلاحة، ثم انطلقت إلى داخل الذرة كي أزدردها في راحة، فلما خلوت بها ضربتها على الأرض ضربات، حتى انشطرت أجزاء ومورسوات،لكن ما إن بدأتُ بالنهش والالتهام، حتى سمعت خارج الذرة خشخشة أقدام، ظنتها في الأول أصوات حوافر الأغنام، لكنها كانت أقدام أحد أبناء بونا آااداام، عرفت أنه واقف مني على بعد أمتار، ينتظر خروجي كما ينتظر القط الفار، حاولت الكمون والتريث والانتظار، لعله يمل ويروح يائسا إلى الدار، لكن الشرير ءاثر التربص والقرار، فخرجت إليه وقلبي يكاد يخرج من الصدر، شاحب الوجه جد أصفر، كأنني تلقيت استدعاء من درك المخفر، للمثول بين يدي الشاف الموقر،…

خرجت فإذا هو جالس ينتظر، فما إن رآني حتى تهلل وجهه الأسمر، وقال يا هلا بصاحب الشعر الأشقر، لا شك أنك سرقت دلاحة أو فگوس، فاعترف ولا تكن كاذبا مسوس، فدقات قلبك تُسمع من أرض سوس…

فلما رأيته محمر الأوداج وجد غضبان، طفقت أقسم له بغليظ الأيمان، أنني ما دخلت بحيرته قط ولو لبضع ثوان، ولا عرفت أفيها مشمش أم زعفران، فأمسك بيدي وسار بي داخل الذرة، نقطعها من غرب إلى شرق الكرة، حتى إذا صرنا خارجها مستقبلين الأرض الحرام، قال اكشف عن بطنك يا ابن الكرام، فكشفت فإذا هي بحجم كرة قداام، شاهدة على السرقة والإجرام، لكنه لم يبال بالحجم، بل قال وجِّهها إلى القبلة يا وجه الهم، فوجهتها ووجهي ناشف من الدم، كأنما قدر شربت لترين من السم، ثم أمرني أن أردد خلفه بالتكرار: يا ربي ايلا سرقت شي دلاحة سلط على هذا البطن الانفجار، فكررت خلفه هذا الدعاء في خشوع، وعيناي مغرورقتان بالدموع، والقلب مضطرب مهزوز ومفجوع،.

فلما رآني أقسمت له بغليظ الأيمان،. ودعوت على بطني بالانفجار كقنينة البوطان، فرنس حتى بدت

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي