جريدة البديل السياسي -رشيد اخراز جرادة
في زمن كثرت فيه الشعارات عن التنمية البشرية والعدالة المجالية، لا تزال ساكنة عدد من الدواير بجماعة تنشرفي تعيش واقعا مرا عنوانه العطش والتهميش. فوسط حرارة مرتفعة وطقس لا يرحم، تُجبر الأسر – نساءً وأطفالاً وشيوخاً – على قطع كيلومترات طويلة يومياً، سيراً على الأقدام أو بوسائل بدائية، عبر مسالك طرقية وعرة وغير معبدة، فقط من أجل التزود بـ كميات محدودة من الماء الصالح للشرب.
إنه مشهد مؤلم يتكرر كل صباح، يختزل حجم المعاناة اليومية التي تكشف عن فشل السياسات العمومية في توفير أبسط شروط الحياة الكريمة، وهو الماء، الذي يُفترض أنه حق أساسي يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية.
فإلى متى ستبقى هذه الساكنة رهينة الوعود الموسمية؟
ومتى ستتحرك الجهات المعنية من سلطات محلية، ومجالس منتخبة، وقطاعات حكومية معنية، لتدارك هذا الخصاص المزمن، ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية؟
أم أن الأمر لا يستحق الالتفاتة ما دام هؤلاء يعيشون في هامش الخريطة، بعيداً عن عدسات الكاميرات؟
إن تأمين الماء الصالح للشرب ليس منة من أحد، بل واجب وطني وأخلاقي. وما تعانيه هذه المناطق يستدعي تحركاً عاجلاً ومخططات واقعية تُنقذ ما تبقى من أمل في نفوس الساكنة، التي لم تعد تطالب سوى بحقها الطبيعي في الحياة.
الماء حياة… فهل من مجيب؟
تعليقات
0