جريدة البديل السياسي |البديل الثقافي

جمعية الشعلة تحتفل بخمسين عاما من الوفاء للطفولة عبر مخيم وطني بوزنيقة.

526403052_731600106144144_6235640358691770103_n

 جريدة البديل السياسي- نورالدين عمار.

في لحظة تاريخية مفعمة بروح المواطنة وتحت شعار “خمسة عقود من العمل الجاد والمُلتزم بقضايا الطفولة والشباب”، أطلقت جمعية الشعلة للتربية والثقافة إحدى أبرز محطاتها الصيفية لهذا العام، بتنظيم مخيم وطني نموذجي للأطفال، احتضنته فضاءات مركز التخييم الوطني بوزنيقة الشاطئ خلال الفترة الممتدة من 27 يوليوز إلى 7 غشت 2025.

المخيم جاء كتجسيد حي لروح جمعيةٍ عريقة تطفئ شمعتها الخمسين هذا العام، وقد آمنت منذ تأسيسها بأن الاهتمام بالطفولة وقضاياها يجب أن يكون في صلب مشروع وطن ومستقبل أمة. لذلك، سخرت الجمعية جميع طاقاتها البشرية، واللوجستيكية، والتنظيمية لإنجاح هذا الحدث الذي ضم 700 طفلا وطفلة من مختلف ربوع المغرب، بتأطير 110 إطار إداري وتربوي، يمثلون 33 فرعا من فروع الجمعية.

و ما ميز هذه التحربة الرائدة تلك الأنشطة المفعمة بالحياة والإبداع على مدار 12 يوما من العمل التربوي المتواصل حيث تحولت فضاءات المخيم إلى مختبر تربوي حي، يزخر بالأنشطة التربوية، الثقافية، الفنية، البيئية، والرياضية.

أطفال المخيم شاركوا في ورشات الرسم والمسرح، أنشطة القراءة والحكي، المسابقات التربوية، الألعاب الكبرى، العروض الليلية، والخرجات الاستكشافية، بالإضافة إلى دورات في المهارات الحياتية، مما أتاح لهم فرصة فريدة لصقل شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وسط جوّ تسوده روح المحبة، التعاون، والانضباط. وقد تميز هذا المخيم، كما في تقاليد الشعلة العريقة بتكامل البرنامج التربوي مع الأهداف الكبرى للمشروع البيداغوجي للجمعية، في انسجام تام مع البرنامج التعاقدي لسنة 2025.

إذ تمحورت فلسفة التأطير حول التمكين التربوي، التربية على القيم، المواطنة الفاعلة، ومهارات العيش المشترك. و قد شكلت الأطقم المؤطرة لهذا الحذت التربوي بالجدية و الابداع اللا متنامي و هي القادمة من مختلف الفروع معتبرة هذه المرحلة فرصة حياتية وميدانية مثالية، مكنتهم من تطوير أدواتهم التربوية وتقنياتهم في التأطير، كما أوجدت بيئة خصبة لتبادل التجارب و ال الخبرات، وتجويد الممارسة التربوية بشكل عملي بفضل ما توفره الشعلة من إمكانيات..

وكما عوّدتنا جمعية الشعلة، لم يكن النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة تخطيط دقيق، تواصل مستمر، وتنسيق فعّال مع كل الشركاء والمتدخلين، سواء من القطاعات الحكومية أو السلطات المحلية أو فعاليات المجتمع المدني.

وقد حرصت الجمعية على احترام كل شروط السلامة الصحية والأمنية، وتوفير ظروف مثالية للإقامة والتغذية والترفيه.

لم يكن هذا المخيم مجرد مناسبة ترفيهية، بل لحظة رمزية للاحتفال بمسيرة نصف قرن من العطاء التربوي النبيل، وللإعلان عن انطلاقة جديدة نحو المستقبل، بأمل متجدد ورؤية واضحة، من أجل بناء مجتمع أكثر وعيًا، وعدالة، واحتضانا لأحلام الأطفال والشباب.

عندما تتحول الفضاءات التربوية إلى مدارس للحياة حيث تجددت ثقة الأطفال في قدرتهم على الإبداع، وتأكد فيه أن جمعية الشعلة ما زالت تشعل الحلم، وتؤطر الوعي، وتصنع الفارق.

ومع كل نشاط، وكل ابتسامة، وكل لحظة مشاركة… كانت الرسالة واحدة: الطفولة تستحق الأفضل… والشعلة مستمرة في الوفاء لقيتها النبيلة بما هي قيم التطوع و نكران الذات و التسامح و العيش المشترك و احترام الآخر و تدبير الاختلاف …

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي