بقلم: حليمة صومعي .حليمة صومعي
بين المسؤول والحزب: أين تنتهي المسؤولية وأين تبدأ المحاسبة؟
في كل محطة سياسية، ومع كل إخفاق تنموي أو فشل في التدبير، يطرح الرأي العام سؤالًا مشروعًا: لماذا نربط أداء المسؤول بحزبه السياسي؟
وهل الحزب يتحمل نتائج تقصير أعضائه في التسيير المحلي والوطني؟ المسؤول ليس فردًا معزولًا…
بل ابن مؤسسة حزبية عندما يترشح شخص لانتخابات جماعية أو برلمانية تحت لواء حزب معين، فهو لا يمثل نفسه فقط، بل يحمل توقيع الحزب، وبرنامجه، وصورته أمام المواطن.
وبالتالي، حين يُقصر في أداء مهامه، فإن الضرر لا ينعكس فقط على الجماعة أو الوزارة، بل يمتد إلى سمعة الحزب السياسي نفسه.
من هنا جاء الربط المشروع بين المسؤول وحزبه.
لا يمكن لحزب أن يزكي شخصًا للانتخابات، ثم يتنصل من نتائج اختياراته حين يفشل في أداء مهامه. فالمحاسبة لا تُجزّأ، والناخب صوّت بناءً على انتماء المسؤول، لا فقط على شخصه.
لكن… هل نُحمّل الحزب كل المسؤولية؟ ليس دائمًا. فهناك مسؤولون ينقلبون على التزاماتهم، ويتصرفون بعيدًا عن مبادئ الحزب، أو يستغلون الغطاء الحزبي لأغراض شخصية.
في هذه الحالة، يصبح لزامًا على الحزب أن يتبرأ من أفعاله، ويطالب بمحاسبته أو عزله، إن أراد الحفاظ على مصداقيته أمام الشعب.
لكن للأسف، ما نراه في واقعنا هو العكس: أحزاب تُدافع عن الفاشلين من أبنائها، وتُبرر أخطاءهم، بل وتعيد ترشيحهم، وكأن لا شيء حدث. المواطن لا ينسى…
وصناديق الاقتراع تُعاقب الربط بين المسؤول وحزبه ليس فقط قانونيًا أو أخلاقيًا، بل واقعيًا. المواطن البسيط لا يفصل بين الشخص والحزب.
. فحين يرى الفساد، الإهمال، أو الاستغلال، لا يقول “فلان أخطأ”، بل يقول: “هذا حزب فاسد”، ويُسقط الحزب كاملًا من ثقته.
الخلاصة: نربط المسؤول بحزبه لأنه جاء عبره، وبرنامجه الانتخابي هو وعود الحزب.
الحزب الجاد يُحاسب أبناءه قبل أن يحاسبه الشعب. ومن أراد الكرسي، فعليه أن يتحمل وزر كل قرار، لا أن يختبئ وراء لافتة حزبية.
السياسة ليست حصانة، بل التزام… والمحاسبة لا تعرف ألوانًا حزبية.
تعليقات
0