بني تجيت تصدح زجلا في حفل توقيع ديوان “حرف كلامي” للمبدع الشريف شنيكي .

جريدة البديل السياسي – عبد القادر بوراص.

كانت مدينة بني تجيت الفيحاء نهاية الأسبوع قبلة لنخبة من المبدعين الذين توافدوا عليها تباعا من مختلف المدن المغربية، غير عابئين بصعوبة الطريق ولا مكترثين بطول المسافة، في رحلة خريفية ليتقاسموا مع عميد الزجالين بإقليم فكيك الشريف شنيكي فرحة حفل توقيعه لديوانه المتميز “حرف كلامي”، والذي احتضنته الفضاء السوسيو تربوي بعد عصر يوم السبت 22 نونبر 2025، وسط هذه المدينة التي نفضت غبار التهميش الذي طال قطاع الثقافة لسنوات بسبب غياب الدعم المناسب وإجهاض كل محاولة ثقافية جادة وبناءة.

حفل التوقيع الذي شهدته المدينة لأول مرة في تاريخها نظمته الجمعية التنموية للفن والتواصل والمرصد الوطني للسلامة الطرقية، أشرف على تسيير فقراته بطريقته المشوقة المبدع حسن المزوني، والذي توفق في تنزيل برنامج اللقاء كاملا دون نقصان.

وعرف قراءة تقديمية نقدية في الديوان الزجلي موضوع التوقيع، قدمها الشاعر الناقد المتميز القادم من عاصمة الليمون “بركان” الأستاذ محمد مهداوي، قبل أن يسلط المبدع الراقي الدكتور محمد بن عبد القادر البوشيخي كشافات الضوء على المسيرة الإبداعية للمحتفى به الشريف شنيكي، فيما قدم رفيق دربه في عالم الزجل حسن إيضاءة حول ذات الديوان.

وتفاعل الحضور المتعطش لمثل هذه اللقاءات الثقافية الراقية بشكل فعال مع عريس الحفل الشريف شنيكي الذي شنف أسماعهم بقراءة قصيدتين اختارهما من ديوانه بعناية، بصوته العذب الجميل الذي خلف وقعا إيجابيا في النفوس، ليفسح المجال بعده لباقي المبدعين الضيوف الذين تناوبوا على المنبر لقراءة قصائد زجلية معبرة وصادقة، اختلفت مواضيعها كما تباينت طريقة إلقائها من زجال لآخر، والتي نالت إعجاب الجميع فصفقوا لهم بحرارة.

وتوجت فعاليات هذا اللقاء الثقافي المثمر للغاية والناجح بامتياز بتوزيع دروع جميلة ذات صنع محلي يبرز مهارة الصانع الحرفي بمدينة بني تجيت، هاته المدينة المنسية التي تحتاج إلى التفاتة حقيقية للنهوض بها، ليس ثقافيا فقط، وإنما في جميع القطاعات الأخرى، ومنحها حقها المشروع في التنمية حتى تتمكن من مسايرة الركب الحضاري الذي تعرفه أكثر من مدينة ومنطقة بوطننا الغالي.