جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار
في لحظة استثنائية حملت عبق البحر ودفء الانتماء، أطلقت جمعية الشعلة للتربية والثقافة فعاليات ملتقاها الوطني لليافعين، في أجواء احتفالية شهدت حضور المدير الجهوي لقطاع الشباب، الأستاذ هشام زلواش.
هذا الحضور لم يكن مجرد تلبية لدعوة رسمية، بل عودة رمزية إلى الجذور، حيث ترعرعت أولى بذور التكوين الثقافي والتربوي لهذا المسؤول داخل أسوار الشعلة، حين شغل مهمة مندوب فرع أزمور وعضو نشيط في مجلسها الإداري. لم يكن خطاب الأستاذ زلواش لحظة بروتوكولية عابرة، بل جاء محملاً بالذاكرة والتجربة، مسترجعاً بتأثر واضح مسارا طويلاً من الانخراط في العمل الجمعوي، حيث تشكلت شخصيته المهنية والإنسانية.
بكلمات نابعة من القلب، تحدث عن جمعية الشعلة بوصفها فضاءً حياً لصناعة القيم، ومختبراً دائماً للإبداع، ومحطة مفصلية في مسيرة التأطير التربوي الذي يتجاوز حدود الأنشطة الموسمية ليشكل ملامح أجيال كاملة.
في كلمته أمام الأطر التربوية والإدارية واليافعين، شدد زلواش على الأهمية الحيوية للممارسة الجمعوية كمدرسة لترسيخ القيم الوطنية، من تضامن وتطوع وإيثار.
واعتبر أن الجمعيات، وعلى رأسها الشعلة، تملك من الأدوات والرؤية ما يؤهلها لتكون شريكا أساسيا في بناء الإنسان والمجتمع، في زمن تتسارع فيه التحولات الثقافية والاجتماعية.
كما أبرز أن التفاعل الخلاق بين أطر قطاع الشباب والجمعيات التربوية يشكل رافعة أساسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال واليافعين، وللتصدي لمختلف التحديات التي يفرضها العصر، داعيا إلى تفعيل هذا التكامل من أجل صناعة واقع ثقافي أكثر إشراقاً.
لم تكن مداخلة المدير الجهوي مجرد خطاب رسمي، بل تحولت إلى لحظة إنصات عميق واستيعاب مشترك بين الأجيال. وجد فيها اليافعون مرآة لما يمكن أن يمنحه العمل الجمعوي من طاقة معنوية وقدرة على التغيير.
فالكلمة التي ألقاها زلواش لم تكتف بوصف الماضي، بل زرعت بذور الأمل في المستقبل، مؤكدة أن الإبداع والمواطنة صنوان لا يفترقان داخل الفضاء الجمعوي.
وقد قوبلت كلمة الأستاذ زلواش بتصفيقات حارة وتفاعل كبير من قبل الحاضرين، الذين رأوا فيها تحفيزاً مباشراً لمواصلة الالتزام برسالة العمل التربوي. لم تكن الكلمات مجرد عبارات ملهمة، بل دعوة مفتوحة لإعادة الاعتبار للقيم الإنسانية في الفعل الجمعوي، وتجديد الرؤية حول موقع الطفولة والشباب داخل المشروع الثقافي الوطني.
هكذا، لم يكن افتتاح الملتقى الوطني لليافعين مجرد بداية لبرنامج أنشطة، بل لحظة فارقة استحضرت التاريخ، ووجهت البوصلة نحو المستقبل، وكرست رمزية جمعية الشعلة كبيت للتربية والإبداع والانتماء الصادق. في زمن يبحث فيه الكثير عن بوصلة للهوية والانتماء، يأتي هذا الملتقى ليؤكد أن الشعلة لا تزال متقدة، تنير دروب أجيال الغد.
تعليقات
0