جريدة البديل السياسي |أسر ومحاكم

إقليم سيدي بنور: المسؤول النزيه في زمن الظلم: مؤامرات تشويه الحقائق ضد القضاة الصادقين – كيف يواجهون الحسد والمكر في سبيل العدالة؟

download (1)

جريدة البديل السياسي- نورالدين عمار.

في كل زمان ومكان، كان ولا يزال العدل هو منبع صلاح المجتمعات، والمستودع الذي يضمن حقوق الأفراد ويحفظ كرامتهم. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأن نكون من أهل الحق والعدل، وأن نتصدى للظلم مهما كانت صورته.

إلا أن الطريق إلى الحق ليس مفروشًا بالورود، بل يواجه كل من يسعى لإحقاقه تحديات لا حصر لها، وتصبح تلك الحقيقة أكثر مرارة حينما يكون هذا الشخص نزيهًا وصادقًا في أداء واجبه، مثلما هو الحال مع الأستاذ محمد وداع، رئيس النيابة العامة بمحكمة سيدي بنور.

منذ توليه مسؤولية رئاسة النيابة العامة في سيدي بنور، كان الأستاذ محمد وداع قدوة في نزاهته وإصراره على تطبيق العدالة بكل حزم وشفافية. وقد سعى جاهدًا لتفعيل مبدأ القضاء التصالحي، الذي يهدف إلى تقليل النزاعات وحل القضايا بطرق سلمية بعيدًا عن تعقيدات النظام القضائي. وعلاوة على ذلك، كان له دور بارز في محاربة الفساد داخل أسوار المحكمة، حيث تصدى للمتلاعبين بالقانون وأصحاب المصالح الشخصية الذين حاولوا استغلال منصبهم لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

وقد تحققت الكثير من الإنجازات على يديه، بما يضمن تحقيق العدالة لكل من يحتاج إليها.

لكن كما هو الحال في كل قضية يواجه فيها الحق الباطل، يتعرض النزيه دائمًا للطعون والاتهامات المغرضة.

وكما يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: “وَقَالُوا لَوْ كُنْتُمْ تَحْتَجُّونَ فَإِنَّا نُحْشِرُكُمْ فِي جَمْعِهِ” (آل عمران: 6). فكل من يسعى لإقامة العدل، سيتعرض لهجمات ممن تضررت مصالحهم من هذا العدل، وقد يتخذون من الأكاذيب والمغالطات وسيلة للنيل من سمعة من يسعى إلى الإصلاح.

 

فقد تعرض الأستاذ محمد وداع نفسه لحملات تشويه شرسة، تهدف إلى إسقاطه والنيل من نزاهته، ولكنه بقي صامدًا أمام هذه المؤامرات، ولم يثره الحقد الذي حاول البعض نشره حوله.

ما يزيد الأمور صعوبة هو أن مثل هذه الحملات تأتي من ضعاف النفوس الذين لا يملكون سوى المكر والحقد، ولا يقدرون قيمة المصلحين الذين يناضلون من أجل مجتمع يسوده العدل.

ويذكرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: “يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ” (البقرة: 9)، بأن من يحاول خداع الناس والتلاعب بالحقائق لن ينجح في النهاية، بل سيخدع نفسه فقط.

تساؤل يطرح نفسه هنا: لماذا يجب على النزيه أن يدفع ثمن صدقه وأمانته في هذا الإقليم؟

لماذا يُستهدف هؤلاء الذين لا يسعون سوى لتحقيق العدل والحق؟ قد يكون الجواب في أن بعض الأشخاص الذين طالما اعتادوا على الفساد والفوضى يسعون بكل ما أوتوا من قوة لإحباط جهود المصلحين والنزيهين، كي يبقوا هم في دائرة السيطرة على المقدرات والمصالح الشخصية. لكن الحقيقة التي يجب أن نتمسك بها هي أن العدل والحق لا يمكن قهرهما، مهما كانت المحاولات.

وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن بأن نكون من أهل الحق في كل شيء، كما قال: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمُ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ” (النساء: 58). من واجبنا جميعًا أن ندعم هؤلاء الذين يعون مسؤولياتهم بشرف ونزاهة، وأن نكون يقظين ضد كل محاولات التلاعب وطمس الحقائق.

في الختام، يبقى الأستاذ محمد وداع مثالًا حقيقيًا للمسؤول النزيه الذي يواصل أداء واجبه بكل شجاعة، مدفوعًا بإيمانه العميق بعدالة الحق، ولا يخشى في الله لومة لائم.

ورغم كل الحملات المغرضة التي قد يواجهها، فإننا نعلم علم اليقين أن الحق سينتصر في النهاية، كما وعدنا الله سبحانه وتعالى في قوله: “إِنَّ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ وَالَّذِينَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (آل عمران: 21).

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي