جريدة البديل السياسي |قضية و تعليق

هكدا راى رجل سلطة مواطنا …

تنغير
“الحمار” سَبٌّ وإهانة صادر عن قائد قيادة تاغزوت نأيت عطا ضد مواطن طاعن في السن يجب محاسبته وعقابه عن جُرْمِهِ فورا و بحزم و صرامة
البديل السياسي
السب العلني الصادر عن قائد قيادة تاغزوت نأيت عطا، في نعته لمواطن طاعن في السن. قدم إلى تجمع لعمل إنساني في اطار قافلة طبية يلتمس تشخيصا ودواء لدائه؛ يعتبر مسا بكرامة المواطنين وإهانة جماعية لهم جميعا، وتنصلا من المسؤولية في جميع تجلياتها الإدارية والأخلاقية والأدبية والقانونية .
وهذا الفعل وبغض النظر عن ظروف صدوره التي لا تبرره ولا تستسيغه تستدعي ردة فعل فورية، حازمة وصارمة من طرف سلطته الرئاسية على مستوى عمالة تنغير وولاية الراشيدية و وزارة الداخلية لاثبات عدم قبولها للفعل والتصرف والسلوك، ولتأكيد ترسيخ مبدأ المساواة أمام القانون التي لا تستثني أحدا بغض النظر عن صفته ومهنته.
كما تستدعي تحركا من النيابة العامة على مستوى رئاسة النيابة العامة بالرباط و محكمة الاستئناف بورزازات والمحكمة الابتدائية بتنغير لأن الفعل خطير و مخالف للقانون الجنائي وينطلي على احتقار وازدراء يتجاوز الفرد ليطال الجماعة. ولأن العلم بالفعل و بمن ارتكبه وصل الى النيابة العامة وفقا للطرق التي ينص عليها قانون المسطرة الجنائية .
أضف إلى ذلك فان عنصر الحماية الجنائية التي يتمتع بها رجال السلطة و الموظفين بصفة عامة أثناء قيامهم بعملهم ضد اهانات المواطنين، والتي تؤدي فور المس بها إلى اعتقال من ارتكبها من المواطنين تشكل سببا للتشديد في هذه النازلة.
كما ان ما يستفيد منه الموظفين اثناء اجراءات التحقيق معهم من امتياز قضائي. كل ذلك يفرض عليهم حرصا وحيطة أكبر وهدوءا ورزانة وضبطا للنفس الأكثر من الانسان العادي. وان أي مخالفة او جنحة رغم كل ذلك يجب ان يوازيه جزاء فوري صارم وحازم، لأن الفاعل لا يصلح للمسؤولية .
لأجل كل ذلك، فان كل تأخير أو تراخي في تفعيل محاسبة القائد المذكور ينطلي على إساءة للسلطة المحلية وللإدارة في حد ذاتها، و يؤدي إلى مزيد من تعميق الهوة والشرخ بين الادارة والمواطنين، في وقت يسعى فيه الجميع إدارة ومواطنين إلى تكريس الادارة المواطنة. ادارة ترجع وتجلب ثقة المواطنين اليها و الثقة الى القائمين عليها والثقة إلى كل الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين.
وحري بالإدارة والقائمين عليها أكثر من غيرهم الإلتزام بالقانون و بمعايير حقوق الإنسان في سلوكها وتصرفاتها في حركاتها وسكناتها لأن سعي وهدف الادارة هو فرض تطبيق واحترام حكم القانون على الجميع. ومن أجل ذلك وضعهم القانون في كنفه وكفالته وحمايته، وليس مقبولا صدور أفعال مخالفة عن القانون منهم.
*  الاستاد صبري الحو
محام بهيءة بمكناس
خبير في القانون الدولي
الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي درعة تافيلالت.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي