منوعات

ميمون حيبوط: “فنان_النجارة الذي صنع “مستقبله_بيديه. بقلم الأستاذ جمال الغازي

بقلم الأستاذ جمال الغازي – جريدة البديل السياسي 

 

في قلب حي براقة، حيث اختلطت قسوة الحياة بعزيمة فولاذية، وُلد ميمون حيبوط عام 1978، ليصبح مثالا حيا على الصمود والإصرار.

واجه ميمون ظروفا قاسية في طفولته، فقد اضطر إلى ترك الإعدادية بعد حصوله على الشهادة الابتدائية في “مدرسة أبو فراس الحمداني” نتيجة الضغوط المادية، لكنه لم يتخل عن تعليمه.

كان تعليمه الآخر في مدرسة الحياة، حيث تعلم حرفة النجارة، التي أصبحت ملاذه وفنه، التي حولت مصاعبه إلى فرص للإبداع. كبر ميمون في أزقة الناظور، حيث كان يلتقط الخشب بيديه الصغيرتين وكأنه يشكل عالمه الخاص.

وجد في النجارة ملاذا يُفرغ فيه شغفه وإبداعه، فتعلّق قلبه بهذه الحرفة كما تتعلق الفاكهة بغصنها .

كان يتردد على ورشات النجارة خلال العطل الصيفية، بحثا عن عمل يساعد به والده ويوفر لنفسه أدوات الدراسة للموسم الدراسي القادم. في تلك اللحظات، بدأ يتلمس طريقه نحو هذه المهنة التي كانت أكثر من مجرد حرفة، بل كانت نافذة للحياة.

رغم صعوبة الحياة، لم يكن ميمون شخصا ينسحب إلى الوراء. منذ تعلمه المهنة وهو في سن الرابعة عشرة، على يد احد المعلمين الكبار المعروفين في الناظور السيد محمد بلطيف الملقب بـ”بوزرمات”، هذا الأخير الذي كان يشجعه ويأخذ بيده ، فبدأ ميمون يحب المهنة بحسن تصرف معلمه، نظرته جمعت له بين الشغف والتفاني.

كان قلبه ينبض حبا لهذه الحرفة الشريفة، التي أصبحت مصدرا لمساعدة عائلته، ووسيلة لرد الجميل لوالده الذي لطالما كافح لتربية أسرته.

لم تكن النجارة مجرد مهنة بالنسبة لميمون، بل جسرا يربطه بالناس والمجتمع.

استطاع بفضل صموده وأخلاقه العالية تكوين شبكة علاقات متينة، ليس بحثا عن منفعة شخصية وحدها، بل لخدمة الآخرين كذلك.

فكانت هذه العلاقات بوابة لمبادراته الخيرية، حيث ساهم في دعم أهل حيه بكل ما يستطيع، مشاركا في كل ما يسهم في رقي مدشره وتحسين حياة أهله.

حينما كان ميمون يروي لي عصارة حياته كنت اتخيله كالسفينة التي تقاوم الأمواج العاتية لتصل إلى بر الأمان، كل تحدّ واجهه كان دافعا للمضي قُدما نحو مستقبل مشرق ، جمع بين الصبر والدقة، وبين القوة والمرونة ، لقد كان التحدي دافعا له، مثلما يدفع الريح سفينة مليلية*أغاربو ن مريتش*إلى الأمام نحو مالغا في الساحل الاوروبي ، السفينة ، التي كنا نراها بوابة إلى مستقبل أكثر إشراقا واملا في غد افضل.

ان المهنة، التي بدأها في سن مبكرة، لم تكن فقط مصدر رزق، بل أصبحت جسرا يربطه بالناس.

بصموده وأخلاقه العالية، كوّن ميمون شبكة من العلاقات المتينة، ليس من أجل مصلحته الخاصة فقط، بل لخدمة الآخرين أيضا.

وقد كانت تلك العلاقات مفتاحا لمبادراته في دعم أهل حيه، فلم يتردد في مد يد العون كلما استطاع، مشاركا في كل ما يسهم في رقي مدشره وتحسين حياة أهله.

. تعرفت على ميمون عبر الفيسبوك، حيث كان يتابع كل ما أكتب بعناية واهتمام، وحين التقيته في الناظور، وجدت فيه شخصا مليئا بالإنسانية، يهتم بمدينته كما يهتم بحرفته.

كان يُبدي حرصا على كل ما يمكن أن يسهم في تحسين الناظور، ولم يكن يتوانى عن العمل ، فهو رجل الأفعال أكثر من الأقوال.

ميمون حيبوط هو تجسيد للعزيمة والإبداع. لم تثنه الظروف الصعبة عن متابعة شغفه بالنجارة، ولم يقتصر دوره على كسب رزقه فقط، بل امتدت روحه المتفانية لتشمل أهله ومجتمعه.

كان في كل عمل يترك بصمة، وفي كل لقاء يبث روح التفاؤل والطموح. ميمون ليس مجرد نجار، بل فنان حقيقي صنع مستقبله بيديه وشكل حياته بإرادته الصلبة.

هو رمز لكل من يسعى للتغلب على الصعاب وبناء حياة مشرقة. ■اقول : لمعلم #رمعجم ميمون انت في القلب باخلاقك و سلوكك النبيل.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار