قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.. الأستاذ عبد القادر طلحة
الاستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي
قراءة في كتاب :”تهافت التهافت” لابن رشد.
بين الامام الغزالي وابن رشد او بين :”تهافت الفلاسفة” وتهافت التهافت”.
الحلقة التاسعة:
=================++========+++
” الحق لايضاد الحق”هي الاطروحة الاساسية التي يدافع ويبرهن عليها في كتابه” فصل المقال وفي مقاربة هذه الاطروحة سيظهر كم كان ابن رشد اصيلا في طرحه وبرهانيا في اقرار هذه ااحقيقة وبذلك يكون منتصرا للفلسفة من داخل الحقل الديني وليس من خارجه.
يرى ابن رشد ان الشريعة حق والفلسفة حق والحق” لايضاد الحق “كما يقول في فصل المقال ومهمة الفيلسوف هي الكشف عن الحقيقة الفلسفية التي لا تختلف في شيئ عن الحقيقة الشرعية ،فالحق واحد لايتعدد كما يقول الاسناذ محمد المصباحي في قراءته للمتن الرشدي ولهذا ااموضوع بالذات.
انها القضية اذا نجح ابن رشد في البرهنة عليها ستصيب اطروحة الغزالي في مقتل.
في فصل المقال يتكلم ابن رشد بمنطق الفقيه ويستعمل أدوات فقهية، وهذه الادوات هي القنوات التي تقرر بها المعرفة اليقينية في اذهان العوام من طرف الفقهاء وعلماء الدين في عصره. فهو اي _ابن رشد_يتكلم من نفس مصدر معارفهم واقرار هذه المعارف في المجتمع. فيتساءل في مقدمة كتاب فصل المقال هذا السؤال الفقهي، وقلنا ان ابن رشد يرغب في انتزاع فتوى شرعية لانهاء الجدل حول شرعية التفلسف في الاسلام. يقول:فان الغرض من هذا القول ان نفحص على جهة النظر الشرعي هل النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح بالشرع؟ “ام محظور؟ ام مامور به على جهة الندب ام جهة الوجوب”. 1
في السؤال تكمن فرادة ابن رشد على غيره من الفلاسفة الذين تناولوا قضية التوفيق بين الدين والفلسفة، فاولا لااحد يستطيع ان ينكر عليه طرح مثل هذا السؤال، ولاٱحد يستطيع بعد ذلك ان ينكر عليه النتيجة التي سيقررها الشرع،فانكارها سيكون انكارا للشرع.
فكيف جاءت اجابة ابن رشد على السؤال؟
ان ابن رشد وهو يسعى للاجابة لم يعتد بالدين وحده، ولااخذ بالعقل وحده، بل يرى ان كلا من الدين والفلسفة في حاجة الى بعضهما، وقد استدل على ذلك من القران ومنطوق القران يؤكد على استعمال البرهان المنطقي في “معرفة الله تعالى وموجوداته” 2 بقول الله تعالى في سورة الحشر”فاعتبروا يا أولي الابصر”.
والاعتبار عند ابن رشد هو “استنباط المجهول من المعلوم وهو القياس الفلسفي اي المنطق المعروف” 3
واذا كان الامر كذلك”فمن الواجب ان نلتمس تأويل ما لايتفق معه من النصوص” 4
او كما يقول ابن رشد في كتابه :فصل المقال:”ان كل ما أدى اليه البرهان وخالف ظاهر الشرع أن هذا الظاهر يقبل التأويل حتى لايصطدم الشرع والعقل”5 وهذا التاويل البرهاني هو واجب شرعي وهو من عمل الفلاسفة وليس غيرهم. وما يلزمنا على استعمال التأويل كون الشريعة تخاطب العامة بالامثال والرموز والخيال، وعلى البرهانيين نقل هذه الامثال والرموز وغيرها الى الحقائق الباطنة التي توجد وراءها فالشريعة لاتخاطب الناس بلغة واحدة.
المراجع:
1=ضرورة قراءة :كتاب فصل المقال وهو كتاب صغير الحجم.للاطلاع على ذلك التسلسل في البرهنة والرد على فقهاء الاشاعرة عامة.
2=بين الدين والفلسفة ص 141
3=فصل المقال.
4=بين الدين والفلسفة ص 142
5=انظر فصل اامقال.
والى الحلقة العاشرة بحول الله.
ملحوظة:تسحب الحلقة بعد 48 ساعة من نشرها.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار