كتاب وآراء

عزيز الاختصاص النفسي في المجال التربوي له دور فارق على الطفل

جريدة البديل السياسي 

الكاتبة /حليمة صومعي

إن الشيء الملاحظ في المنظومات التعليمية العربية ككل، هو الخلل الواضح في الطرق والأساليب والاستراتيجيات التي يستعملها المربي مع المتعلم ناتج بشكل أول عن ضعف الكفاءات وغياب التأطير المهني الصحيح، وغياب التنظيم والتنسيق بينهم وعدم تفعيل مجموعة من الإجراءات المهمة جدا في تحسين العملية التعليمية وتحقيق أهدافها، مما يؤدي بشكل مباشر الى ضعف مخرجات المنظومة ككل الناتج عن ضعف التأهيل الصحيح للأطفال والناشئة، كما أن المشرفين والقيمين على الشأن التربوي والعلاقات بين الأطفال يجهلون بشكل كبير كثيرا من احتياجات الطفل باستثناء تلقينه المعرفة، وهذا خطأ جسيم لأن الطفل يحتاج لأشياء أخرى قبل المعرفة، أهمها هو استقراره النفسي الذي بغيره يستحيل أن يستطيع عقله فهم واستيعاب الدرس وبالتالي يقضي سنته الدراسية في تحصيل أجوف ثم تأتي النتيجة آخر السنة برسوبه.

فمما لا شك فيه أن العوامل الاجتماعية والنفسية والثقافية لها أكبر الدور في إدماج الطفل بشكل صحيح في بيئته التعليمية، وهنا سأتحدث عن الاختصاص النفسي ودوره في تحسين مخرجات التعليم ككل، وقد تنبه المربون منذ زمن إلى أهمية هذا العامل لكن بقي الأمر شبه نظري نظرا لضعف الموارد لأنه اختصاص يلزمه كوادر مؤهلة وجناحات أخرى تضاف للمؤسسات التعليمية. فهذا الاختصاص ينسجم بشكل كبير مع الأدوار النفسية والتربوية للأسرة والمدرسة بمختلف أنواعها، كما أن له دور في تحسين وتطوير نفسية الطفل والرفع من معنوياته.

فغياب المؤطرين داخل الاختصاص النفسي من الأشياء التي تؤثر على نفسية الناشئة داخل المؤسسة التعليمية، مما يجعل بعض التربويين بهذا الجانب يستعملون طرقا غير صحيحة مع المتعلم، فمثلا يلجأ كثير من المربين إلى مقارنة الأطفال ببعضهم أو عند قيامهم بخطأ يفضحوهم ويشهرون بهم ويضربونهم أيضا، وكلها سلوكيات مضرة جدا بالطفل لأن هؤلاء المربين لم يتلقوا تكوينا جيدا في علم النفس التربوي، مما يجعلهم يتعاملون مع الناشئة بشكل خاطئ ويدمرون نفسيتهم وشخصيتهم وبالتالي تؤول مسيرتهم لتعليمية إلى الفشل. ويقول المختصون في علم النفس حول هذا:

“فيما يعتبر علم النفس أن مقارنة الطفل بآخرين هي اساءة اليه، وعندما كنا نقول بعدم التشهير بالطفل والكلام عن مساوئه امام الآخرين، كنا نواجه برفض الاهل ايضاً وحجتهم هذه المرّة انهم يفعلون ذلك من اجل ان يقلع الطفل عن الامور السيئة”. المصدر

فالعمل على نشر الثقافة التربوية والنفسية تعتبر شيئا لا مناص منه بين أطر المؤسسات التعليمية، وترقبوا أعزائي في مقالتي القادمة أن أحدثكم عن المزيد حول الموضوع وأيضا عن أسس العلاج وتصحيح المسار في هذا الجانب.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار