كتاب وآراء

الغـــــــــــــاضـــون الطرف ….؟؟ااا بقلم ذ.محمادي راسي

بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي

الغـــــــــــــاضـــون الطرف ….؟؟ااا

المتضررون والغيورون ،

حائرون ، ربيكون ،

يستفهمون ، يستفسرون ،

يتساءلون ،يسألون ؛

لا ندري ، هل ؛

أهل السلطة عاجزون ،؟

أهل المسؤولية نائمون ،؟

أهل السياسة فاشلون ،؟

لسنا ندري …ااا،

ولكننا ندري أن ؛

أهل العلم متألمون ،

أهل الوعي متذمرون ،

أهل الجهل متنعمون ،

أهل الغفل مترفلون ،

“كل حزب بما لديهم فرحون “.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يغضون الطرف …ليس احتراما وتواضعا وحياء وإيمانا ، وإنما يغضونه عجزا ،أو نسيانا ، أو وجلا ، أو وجوما …، لدواعي غير معروفة عند العامة ، ولكنها معروفة عند الخاصة …فأصبحت المدينة ميتة ، كأرض موات ، نشناشة عارية المحاسر ، تفحلت أشجارها ، وتغملت نباتاتها ، عبارة عن أشباح ، ينطبق علينا ما يقال ” أتانا ابن أرض “، لذلك نمت وربت واستفحلت المناكر في الطرقات والأماكن العمومية ، والحدائق والباحات والساحات ، وازدادت ظاهرة احتلال الملك العام ، أكوام من الأزبال أنى اتجهت …و في الشارع الرئيسي قلب المدينة وبابها ، روائحها تصل إلى القلل والقنن ، والزراوح والأهجال ، الحديقة بوارضها تبغبغ وتقتل بالأقدام و موائد وكراسي المقاهي ،ـــ وتلجذها الدواب ، وتتهارش فيها الكلاب ــــ تحديا وعصيانا وتمردا رغم الإنذارات والحملات التي قامت بها السلطات المحلية ، إنها مسرحيات وتمثيليات فريدة من نوعها وشكلها وصياغتها وإخراجها ، تنم عن غياب هيبة المسؤولين و فتور المصداقية والمردودية .. وبالتالي المواطن يشعر بالقلق والخوف والذعر ، ولا يكون مرتاح الضمير ولا مطمئن البال … .الشغب والصراخ والنده ليلا ، واستفزاز للمواطنين الذين يحرمون من النوم والهدوء ، فلا يعرفون الراحة والأمن والسكينة ، بسبب المتهورين الذين لا شغل لهم إلا اللعب ليلا والنوم نهارا ، يستقطبهم بعض أرباب المقاهي الذين يساهمون في استفزاز الجيران بالتحرش والتحرض والصياح ، فغرضهم هو الربح ولا تهمهم راحة المواطن ، يجب إعادة النظر في الرخص وأوقات العمل لبعض المقاهي التي تتحول إلى الملاهي وتصبح أداة من أدوات التلوث بالضجيج والإزعاج ليلا ..ااا.

المسؤولون و أصحاب السلطة ورجال الأمن يمرون بهذه المشاهد التي لا تمت بصلة إلى أخلاق المدينة ، ولا مراعاة أدنى شروط حق الجار والجوار ، إلا أنهم يغضون الطرف ، ولا أحد يحرك ساكنا ، ولا يميط الأذى عن الطريق ، لا ندري لماذا ؟ ، حتى الساكنة لا حول ولا قوة لها ، تعتمد في دحر الأذى على المنتخبين، وأهل الشأن والأمن والسلطات المحلية ، والفعاليات والمجتمعات المدنية التي تدافع عن الساكنة وحقوقها وحريتها وكرامتها ، إننا نساهم جميعا في هذا السلوك الجديد السخيف العنيف ، بسبب تناول بعض الشباب وحتى بعض الرجال ، للقرقوبي والمخدرات التي تفقد الوعي ، وتهيج الأعصاب ، وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ، على الغاضين الطرف ، قبل أن ينتفض الكاظمون الغيظ ، ويغضب بنو الغبراء ، ولم يعد ينفع ما يقال ؛ “إذا قام بك الشر فاقعد” ، أن يقوموا بواجبهم بدحض ومحاربة هذا السلوك المنبوذ في جميع أرجاء المدينة ، نجادها ووهاضها ووهادها والذي يتفاقم يوما بعد يوم ، ومستقبلا من الصعب القضاء عليه بجميع الوسائل الوقائية والعلاجية ، سيصبح الفرد يعيش كالكلب المسعور، أو كالذي لفحته الساعورة ، أو لدغه أبو عثمان ، أو لسعته أم عريط ، أو أم ساهرة ، ولا دور له في المجتمع إلا الهذيان ــ ومن أكثر أهجر ـــ والتخريب والكسل و”التشرميل “والقتل.

أين الخطب الرنانة لبعض المنتخبين الذين يرددونها فوق المنصات وفي السرادقات ، كلما دنت وأزفت الانتخابات ، مصحوبة بالشعارات والأهازيج والزغاريد والهتافات ، بأنهم سيدافعون عن مصالح المدينة وساكنتها ؟؟اا، وسينجزون مشاريع هامة ، وستكون المدينة تشع وتلمع كالفيروزج ،والعوهقين ، والزبرجد الأخضر المصري ، والأصفر القبرصي ، والزمرد الأخضر الصافي ، والياقوت المختلف الألوان ، متقدمة ومزدهرة كالمدن الكبرى ، وستكون كالفردوس النعيم ، وهلم وصفا ونعتا وحالا وبدلا وتشبيها وكناية وتورية واستعارة وسوريالية وزغزغة وكونا وكيانا ، وعسجدا وتبرا وإبريزا وعقيانا وخيلانا وهذيانا وخرفا وهرفا ، “أشخصك العريان غر لخواتم “؟اا ، تلكم الخطب الرنانة المشحونة بالديماغوجية والمواعيد العرقوبية المتصفة بالنفاق والخداع والتقية ، كانت كبعض القول يذهب في الرياح ، وكل كلب ببابه نباح .

إننا أمام ثقافة جديدة مهزوزة متجاوزة ستتبخر كالدخان ، وسوف لا يبقى لها أثر، كباقي الموضات التي تلاشت واضمحلت واندثرت ، فكم من حضارات وأي حضارات ..اا سادت ثم بادت ؛ ثقافة الفوضى والسيبة والعنف والنثم والهجنة والخرثي ّ من الكلام الفاحش النابي الساقط والتشاوظ والتشاجر ، من صنع الذين ينظرون إلى مصالحهم الخاصة ، بالطرق السياسية الساسوية السيئة ، والانتهازية الفاشلة ، والتحريض والتجسس والتنصت ومحاربة المفكرين الواعين ، و كل من يفكر في الارتقاء بالمدينة وإصلاح شؤونها ، ولا يهتمون بالمصلحة العامة ، ومصلحة المدينة والسكينة ، فالغبي هو الذكي ، والبليد هو الألمعي ، والمشاغب هو الحذاقي ،ـــ وأحيانا هو الحذاقي أي الجحش أو ولد الحمار ــــ والفطن هو المغفل ، والمهذب هو المتأخر ، والرزين هو الأبله .

جير ، هذه الثقافة الجديدة من حيث السلوك ناتجة عن تقدم وسائل الاتصال ذات الوجوه المتعددة المتناقضة ، السلبية والإيجابية ، والتأثر بالسلبي الطالح الذي لا ينفع و لا يجدي ، وترك الإيجابي الصالح الذي يؤدي إلى النجاة والدعة والصلاح ، ثم الميل أكثر إلى الحرام والشر والمنكر ، وتعاطي السموم التي تذهب بالحياء ، تشجع الشاب المراهق المدمن على فعل الشر،ـــ بمباركة منعدمي الضمير الأنذال الأرذال ـــ ودائما يريد أن يظهر ويبرهن على أنه هو البطل الجسور، والشجاع المغوار ، والباسل المقدام ،” أحلام دون كيخوطي “، وفاهم الفهامة ، وعالم العلامة ، وصاحب الحكمة ، ومعدن الثقافة ، وحبر البلاغة ، وبحر النباهة ، يهاجم الناس ، يدعي القوة ، يمشي الزاهرية كأنه ينزج ، وعن الواقع يدحل و ينزح ، يسير في الأرض وهو يهرج ، يهرف بما لا يعرف ، يهتجل أمورا لا علاقة لها بالواقع كأنه يحلم ، يعمد إلى التناجخ والتفجس تبخترا وتيهانا وضفافة ، ويستعين أحيانا بالكلاب التي يتبجح بها في الشوارع ، إلى جانب التباهي بالسيارات ، يركنها بجانب المنازل والعمارات ، لإثبات الذات المنهزمة ، بسبب الشعور بالنقص؛ وعيا وثقافة وعلما وخبرة وشخصية ، ــــ يقوم بالتصعيد والتعويض والتشهير ، ينتهج ما يعرف ؛بخالف تعرف ، يخردق يخربق ويخربش الأشياء ولا يخربصها ـــ يقودها بالسرعة المفرطة ، لإظهار البراعة الفارغة التي تدل على الجبن واليراعة ، هذه المشاهد المشينة التي يندى لها الجبين ، والتقليعات العلق العابرة ، والموضات المستحدثة الزائلة ، والبدع الضالة الزائفة ، والترهات والتراريه ذات الهراءات السخيفة ، والخزعبلات الممقوتة ، والفتاوي أو الفتاوى الاعتباطية ، والتصرفات العشوائية ، والخرافات التافهة ، والأراجيف الكاذبة ، والمغانم الطيبة ، والغنائم الباردة ، والاختلالات والاختلاسات الظاهرة والخفية ، استفحلت وتفاقمت وانتشرت واستشرت في جميع الأرجاء والأحياء ؛ ونحن طرا في غفلة عما يحدث ويروج ، بعلة غياب التربية التقويمية ، والمراقبة المستمرة في البيت ، وغض الطرف من طرف المسؤولين عما يرى من سلوك خبيث ، صادر عن الدعيّ والزنيم والزغزغ…. ، ومشاجرات في وسط الشوارع ، لذا فإن هذه الثقافة الجديدة السلبية ، ثقافة الجلبة والصخب ، بل الفوضى التي تؤدي إلى الرقطاء ، تحط من قيمة مستوى الشاب ، وتقضي على ريعانه وربيعه وغربه وعنفوانه ، وتجعله معقدا مقعدا ، ومستغلا من طرف الانتهازيين الحربائيين الذين ينالون منه زهرهم ووطرهم ، مغيبا عن مشاكل مدينته وبيئتها ، لذا دائما يعيش على الهامش ، لا يهتم بشؤونه وشؤون مدينته ، ولا يفكر في مستقبله ، يبحث فقط عن الذي سيزوده بالسموم و”القرقوبي” ليل نهار ، بشتى الطرق بالسرقة المتفشية ، أو التسول بطرق حربائية …لأجل التخلص من الواقع ، والبحث عن الكسل والخمول ، دون التنقيب عن العمل ، والعظوب عليه ، يعوج إلى الانزواء ،ويعرج إلى الانطواء ،ولا يعيج بالأشياء والظروف والأجواء ، من قل ذل ومن أمر فل ، لا يشارك بالتصدي والاحتجاج ضد كل ظاهرة لا تخدم أمن المدينة والساكنة والأخلاق الحميدة ، ولكن سيندم يوم لا ينفع الندم ، يحب العجيلى، ، ويكره السير على هينته والهوينا ، وسيكون أندم من الكسعيّ.

إن الساكتين عن الحق ولا يجهرون به ، والذين لا ينهون عن المنكر ولو بقلوبهم شياطين أخارس ، وكذا جميع المسؤولين الذين يغضون الطرف وجلا ووجوما ، عليهم أن يرحلوا أو يستقيلوا من مناصبهم ، كما يفعل الذين يقدرون المسؤولية قي الدول المتقدمة ، بل أن يحاسبوا ويعاقبوا وفق الدستور الجديد والقانون ، ثم أصحاب المصالح الخاصة ، وأهل الفساد بأنواعه ، وأيضا الذين لا يرفعون عقيرتهم ، ولا يشهرون الورقة الحمراء في كل ما يصدر عن السفهاء والطغاة ، كأنهم أصابهم البكم والصم والعمي والعمه ، هؤلاء جميعا ؛ شجعوا ويشجعون على انتعاش “العزافين” والخسيسين والفاسدين والطرطين والطرطرين والمفسدين والمتهورين ، وعملوا ويعملون على تفشي الفتن والسيبة ، وتزايد الانحلال الخلقي ، وغياب الأمن الاجتماعي والمدني والثقافي …، وتفاقم الدعارة والعربدة ، وتعاطي السموم بأنواعها وأشكالها وأصنافها ، وهلم شيوعا وازديادا وربوا ونموا وإنماء وتنمّيا ، في جميع أنحاء المدينة إلى أن وصلت مدينتنا التي كانت هادئة وديعة بريئة ، إلى “التشرميل” والقتل في أنحائها ووسطها ، نتيجة ما ذكر أعلاه وما كرر وذكر في مقالات سابقة ، ولكن ليس هناك أذن صاغية ، وقلوب واعية ، فتركوها ووضعيتها المزرية ؛ يتيمة منسية مريضة ،أصابها داء دخيل ، شابتها الضغائن ، وشعتها المغاضي ، شملتها المعاصي ، من كثرة المدخلين بفتح الخاء والنفيحين ، يعمها الشغب والاضطراب والقلق والعبث والتوشع بالكذب ،والإتيان بالبهتان ، كرجل خرجة ولجة ، أورجل خراج ولاج .

وختاما ، سنحاسب جميعا بدون استثناء يوم القيامة أو يوم الخروج ، كما جاء في بعض الأحاديث سيسأل الإنسان ؛عن عمره فيم أفناه ؟، وعن شبابه فيم أبلاه ؟، وماله من أين اكتسبه ؟، وفيم أنفقه ؟، وماذا عمل فيما علم ؟ ، وعن أشياء أخرى كالصلاة وغيرها من الأشياء التي لا علم لنا بها ، وهذا زهير الشاعر الجاهلي في حكمه يقول :

وأعلم ما في اليوم ، والأمس قبله

ولكنني عن علم ، ما في غد عم .

بجل ، الإنسان يعلم ما وقع بالأمس واليوم ، ويعرف الحاضر والماضي ،ولكنه يجهل المستقبل والغيب ، وعلم الغيب عند الله قوله تعالى : “يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب “صدق الله العظيم .

بدار، بدار إلى إصلاح وتقويم كل سلوك معوج ، تربويا واجتماعيا وسياسيا ودينيا وثقافيا واقتصاديا وتعليميا وأخلاقيا، بالحوار والتسامح والتفاهم بدون غض الطرف ، والهروب إلى الأمام ، والرجوع إلى الوراء ، والتملص من تحمل المسؤولية ، ونحن ثار حابلنا على نابلنا ، واختلطت الأمور، كما اختلط الحابل بالنابل ، أو حدث لنا ما حدث للذي حول حابله على نابله ، ووقعنا في حيص بيص ، وتفرقنا شذر مذر، وشغر بغر ، نعيش في تناقضات مستمرة مستغلقة مغلقة معقدة ، لا حل لها ولا مخرج منها ، لهيمنة الحقد والشزر والشفونية والبغض والغضب والعنصرية والأذى ، وعدم احترام الآخر؛ شخصيته وحريته وحرمته وكرامته ومنزله ، ففي الاختلاف ائتلاف ، والنقد البناء هو روح التقدم والإنتاج والاستمرار والإبداع ، كما أن الزجر والتغريم والنهي والتحذير والإنذار والسجن ، عوامل تعمل على تقويم وإصلاح كل سلوك سميج ، لا يخدم الإنسان والمجتمع والوطن والمدينة ، والقرآن الكريم مرجع جامع مانع ، تحدث عن كل شيء في هذا الكون وما يهم الإنسان من حيث المعاملات والأخلاق وحسن الجوار ، والابتعاد عن الظلم والعدوان والطغيان ، فالذي يؤذي الجار مصيره جهنم ، ولابد من الجهر بالحق ونصرته ، وقوله تعالى ؛”وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا “.صدق الله العظيم .

حذار حذار ؛ من الكاظمين الغيظ ، ومن غضب بني الغبراء والفقراء والضعفاء، والأبرياء الشرفاء النزهاء الأعفاء .. أيها الغاضون الطرف عن الشر . ….والذين لا يحاربون الظلم والضيم والإثم ، ولا ينهون عن الجور والمنكر ، ولا يجهرون بالحق ولا ينصرونه ، ففي نصرته شرف وعز ، وفي الوجوم عنه خزي ذل وهوان .ااا، فالحق أبلج والباطل لجلج .

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار