البديل الوطني

الشرطة الإدارية والمالية بجماعات ترابية ومقاولات عمومية: ضرورة تفعيلها لتحقيق النجاح الاقتصادي في المغرب

شاشا – جريدة البديل السياسي

تعتبر الشرطة الإدارية والمالية من الأدوات الأساسية التي تساهم في ضمان السير العادي للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في مختلف المناطق بالمغرب، سواء في المناطق الحضرية أو القروية. فالتفعيل الجيد لهذه الآليات في الجماعات الترابية والمقاولات العمومية يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ودعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز العدالة الاجتماعية والبيئية. في هذا السياق، فإن دور الشرطة الإدارية والمالية يتجلى في ضمان تطبيق القوانين وتنظيم الأنشطة التجارية والاقتصادية بشكل يحمي المصلحة العامة ويعزز الشفافية في التدبير المالي.

 

الشرطة الإدارية: دورها في التنظيم وضمان السير العادي

 

الشرطة الإدارية في المغرب تمثل آلية رقابية تهدف إلى ضمان احترام القوانين والأنظمة المحلية، وتدخل في عدة مجالات مثل الصحة العامة، السلامة، البيئة، التجارة، البناء، والنقل. ويعني تفعيل هذه الآلية أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة لمراقبة الأنشطة التي تزاول في المدن والقرى، وتأكد السلطات المحلية من أن كافة الأنشطة الاقتصادية تتم وفقًا للقوانين.

 

في القرى، يمكن أن تسهم الشرطة الإدارية في التنظيم الفعال للأنشطة الفلاحية والتجارية الصغيرة، التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي. أما في المدن، فتبرز أهمية هذه الشرطة في تنظيم الأسواق التجارية، مراقبة العقارات والمباني، وضمان تنفيذ القوانين البيئية، مثل معالجة النفايات وتنظيم النقل الحضري.

 

الشرطة المالية: التدقيق والمراقبة من أجل الشفافية

 

أما بالنسبة للشرطة المالية، فإن دورها في تدقيق ومراقبة الأنشطة الاقتصادية هو ضرورة ملحة لضمان الشفافية في تدبير الموارد المالية العامة. إن تفعيل شرطة مالية فعّالة في الجماعات الترابية والمقاولات العمومية يمكن أن يسهم في مكافحة الفساد وضمان أن الأموال العامة تُصرف بشكل صحيح وفقًا للأهداف التنموية المحددة.

 

إن تطبيق الرقابة المالية في جميع المستويات، سواء في المشاريع العمومية أو في إدارة الموارد في الجماعات الترابية، يسهم في تحسين فعالية صرف الميزانيات العامة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات، بما في ذلك البيئة، الفلاحة، والصحة. وعلى سبيل المثال، فإن تدقيق ومراقبة موازنات المقاولات العمومية يضمن أن المشاريع يتم تنفيذها وفقًا للمعايير المالية والاقتصادية المحددة، ويقلل من فرص التلاعب المالي الذي قد يؤدي إلى إهدار المال العام.

 

 دور الشرطة الإدارية والمالية في تعزيز القطاعات الاقتصادية والاجتماعية

 

تفعيل الشرطة الإدارية والمالية له دور كبير في تعزيز القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال ضمان تنظيم النشاطات التجارية والصناعية والزراعية بالشكل الذي يخدم المصلحة العامة. في هذا السياق، يمكن للشرطة الإدارية أن تساهم في تحسين بيئة الأعمال من خلال مكافحة الفوضى في الأسواق، وتنظيم القطاع غير الرسمي، الذي يعد من أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد المغربي.

 

في القطاع الفلاحي، الذي يعد من القطاعات الحيوية بالنسبة للاقتصاد الوطني، يمكن أن تساهم الشرطة الإدارية في تنظيم أسواق المنتجات الفلاحية، مراقبة الجودة، وضمان وصول المنتجات إلى الأسواق المحلية والدولية وفقًا للمعايير. كما يمكن للشرطة المالية أن تدقق في الأموال الموجهة لدعم الفلاحين، مما يساهم في تحقيق العدالة في توزيع الدعم وتوجيهه إلى المستحقين.

 

 تفعيل شرطة مالية تدقيق ومراقبة فعالة

 

من أجل ضمان تدبير ناجح للموارد المالية العامة، يجب أن تكون هناك شرطة مالية تتمتع بالاستقلالية والكفاءة، بحيث تتولى تدقيق ومراقبة كل عملية مالية تتم على مستوى الجماعات الترابية والمقاولات العمومية. يتطلب هذا بناء آليات شفافة وفعّالة لضمان المساءلة والمراقبة، حتى تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وتحقق النجاعة الاقتصادية والاجتماعية في مختلف المشاريع والأنشطة.

 

كما يجب تعزيز التنسيق بين المؤسسات الرقابية، مثل المجلس الأعلى للحسابات، والسلطات المحلية في الجماعات الترابية، لضمان تطبيق مراقبة مالية صارمة تساهم في محاربة الفساد والتلاعبات المالية التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.

 

ضرورة تفعيل الشرطة الإدارية والمالية في جميع أنحاء المغرب

 

إن تفعيل الشرطة الإدارية والمالية في جميع أنحاء المغرب، سواء في القرى أو المدن، هو خطوة أساسية نحو بناء اقتصاد قوي ومستدام. فهذه الآليات تساهم بشكل كبير في تحسين تنظيم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وتعزز الشفافية في تدبير المال العام، مما يعود بالنفع على جميع المواطنين. يتطلب هذا تفعيلًا حقيقيًا من قبل السلطات المحلية على جميع المستويات، وتعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية لضمان أن السياسات والبرامج التنموية تتم وفقًا لأفضل الممارسات العالمية.من خلال تطبيق هذه الآليات بفعالية، يمكن للمغرب أن يعزز قدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وأن يحقق نقلة نوعية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في جميع القطاعات.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار