جريدة البديل السياسي -كتب / سعيد شرامطي
في مشهد يختلط فيه الغريب بالغامض، والروحاني بالواقعي، أثارت سيدة تدعى حفيظة اهتمام العديد من سكان جماعة بني شيكر و نواحي إقليم الناظور بعدما اكدت امتلاكها قدرات خارقة في علاج الأمراض المستعصية وإزالة السحر والتحدث مع “الجن المسلمين”.
تقول حفيظة، في حديثها معنا داخل محل صغير فتحته لاستقبال الزوار، إنها على تواصل مع ما تصفه بـ“علماء من الجن المؤمنين”، مؤكدة أن هذه الكائنات تمدها بالمساعدة في الكشف عن مواقع السحر وفك طلاسمه، كما تزعم أنها استطاعت علاج أشخاص من أمراض عضوية ونفسية استعصت على الأطباء.
ورغم أن مثل هذه الادعاءات تثير الشكوك لدى الكثيرين، إلا أن اللافت هو الإقبال المتزايد على زيارتها، حتى من أشخاص محسوبين على الطبقة المثقفة والمشهورين في المجتمع.
بعضهم يؤمن بقدراتها الخارقة، فيما يكتفي آخرون بتجربة الفضول لمعرفة ما يجري خلف باب محلها غرفتها.
من جهتنا، ورغم تحفظنا على مثل هذه الممارسات التي تتداخل فيها المعتقدات الشعبية مع الدين والعلاج النفسي، إلا أننا لمسنا لدى حفيظة قناعة راسخة ويقينا تاما بقدرتها على “إخراج الجن من أجساد البشر” والتحدث مع العالم السفلي كما تسميه.
القصة، وإن بدت للبعض خرافة من زمن بعيد، تطرح أسئلة حول انتشار ثقافة العلاج الروحاني في الأوساط الاجتماعية، وحول حدود ما يمكن أن يقبل به المجتمع بين الإيمان والدهشة والبحث عن الأمل في الشفاء.
وفي النهاية، تبقى حكاية “حفيظة” بين التصديق والتشكيك، لكنها بالتأكيد تفتح بابل واسعا للنقاش حول الإيمان بالغيبيات في زمن العلم والتطور.
تعليقات
0