البديل الوطني

إقليم سيدي بنور: “سوق ثلاثاء سيدي بنور: أكبر سوق في المملكة يعاني من الإهمال والكارثة البيئية في ظل غياب المرافق الصحية والتجهيزات الأساسية”.

نورالدين عمار – جريدة البديل السياسي .

سوق ثلاثاء سيدي بنور، الذي يُعتبر من أكبر الأسواق الأسبوعية في المملكة المغربية، يمثل شرياناً تجارياً مهماً لآلاف الأسر الفلاحية والحيوانية.

هذا السوق ليس فقط مقصدًا رئيسيًا لبيع وشراء المواشي والمنتجات الزراعية، بل يعتبر نافذة اقتصادية حيوية لمختلف المناطق في المغرب.

ومع ذلك، فإن هذا السوق الذي يعد مصدر دخل مهم للجماعة المحلية ويجذب الزوار من مختلف المدن، يعاني من مجموعة من المشاكل البيئية والصحية، التي باتت تهدد حياة الزوار والباعة على حد سواء. موقع السوق وأهمية اقتصادية كبيرة سوق ثلاثاء سيدي بنور يقع في منطقة مهمة بإقليم سيدي بنور، ويتميز بتنوع كبير في المعروضات؛ إذ يتم بيع الأبقار، الأغنام، الطيور، الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى منتجات حيوانية وفلاحية أخرى.

يعتبر السوق مركزًا مهمًا للمنتجات الزراعية والحيوانية، ويجمع بين الباعة المحليين والمزارعين والتجار من مختلف أنحاء المملكة. تبلغ السومة الكرائية لهذا السوق مبالغ كبيرة، حيث يفرض على الباعة رسومًا مرتفعة لعرض منتجاتهم، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول عدالة هذه السياسات في ظل الظروف المعيشية الصعبة في المنطقة.

الآثار البيئية والصحية: أزمة حقيقية تهدد الجميع ما يميز هذا السوق، رغم أهميته الاقتصادية، هو الوضع البيئي والصحي الكارثي الذي يعاني منه. يعاني السوق من غياب التجهيزات الأساسية والمرافق الضرورية مثل دورات المياه، أماكن مخصصة للنظافة، وأماكن تجميع النفايات. فبدلاً من أن تكون هناك بنية تحتية صحية وآمنة، يعاني الزوار والباعة من نقص فادح في النظافة والمرافق الصحية.

تتراكم النفايات، وتنتشر الروائح الكريهة، والمياه العادمة، مما يسبب تلوثًا بيئيًا كبيرًا ويعرض صحة الجميع للخطر. أزمة المجزرة والذبح: من أبرز المشاكل التي يواجهها هذا السوق هي المجزرة الموجودة فيه، والتي تُعتبر نقطة سوداء بكل المقاييس. حيث يختلط ماء غسل مخلفات الذبائح بالمياه العادمة ويغرق في مستنقع من النفايات. الروائح الكريهة والمياه الراكدة تجعل المكان غير صالح للعرض أو البيع، ويهدد صحة الجميع خاصة في ظل غياب المرافق الصحية الأساسية.

الضرر الصحي والأوبئة الظروف الصحية السيئة في السوق يمكن أن تتسبب في انتشار العديد من الأمراض المعدية والخطيرة. ففي ظل الإهمال البيئي، يزداد خطر تفشي الأوبئة مثل الإسهال، التسمم الغذائي، وأمراض فطرية وبكتيرية أخرى، مما يعرض ليس فقط سكان المنطقة ولكن جميع زوار السوق للخطر.

غياب المرافق الصحية يجعل من الصعب على الزوار الالتزام بأدنى شروط النظافة، مما يؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض.

المسؤولية والمحاسبة: من يتحمل العواقب؟ تتوزع المسؤوليات بين عدة أطراف، بدءًا من المجلس البلدي الذي منح حق كراء السوق للمستثمرين، وصولًا إلى السلطات المحلية والمكتب الوطني للسلامة الصحية سواء الحيوانية أو النباتية. المجلس البلدي، الذي يبدو أنه يركز أكثر على تحصيل الأموال من السومة الكرائية المرتفعة، يبدو غير مهتم بتوفير بيئة صحية وآمنة للباعة والزوار. أما المستثمرون الذين يملكون حق كراء السوق، فقد يظنون أن مهمتهم تقتصر على استغلال السوق لتحقيق أرباح عالية، دون تقديم أي تحسينات على البنية التحتية أو الظروف الصحية.

أما بالنسبة للسلطات المحلية، فقد تم تسجيل تقصير واضح في مجال الرقابة على النظافة وصيانة السوق، مما يعكس غياب التنسيق بين هذه الجهات في مواجهة مشاكل السوق.

أما الجهات المعنية مثل المكتب الوطني للسلامة الصحية للحيوانات والنباتات، فيجب عليها فرض رقابة صارمة على الجودة الصحية في الأسواق الكبرى مثل سوق ثلاثاء سيدي بنور، والعمل على ضمان أن المنتجات المعروضة تلبي المعايير الصحية اللازمة.

الآثار السلبية على الزوار والباعة توافد الزوار إلى هذا السوق من مختلف المدن والمناطق يجعلهم معرضين للمخاطر الصحية بسبب البيئة غير النظيفة. ومن ناحية أخرى، فإن الباعة الذين يضطرون لدفع السومة الكرائية المرتفعة في مثل هذه الظروف المزرية يشعرون بالإحباط والظلم. فبينما يسهمون في الاقتصاد المحلي ويزودون السوق بالمنتجات الضرورية، فإنهم يعانون من بيئة غير صحية تؤثر على منتجاتهم وتجارتهم.

النداءات والشكاوى تلقت جريدة البديل السياسي شكاوى عديدة من زوار السوق وكذلك الباعة الذين يعرضون منتجاتهم في هذا السوق الحيوي. شكواهم تركزت حول الوضع الصحي السيئ، وغياب المرافق الصحية، وارتفاع السومة الكرائية، بالإضافة إلى الظروف البيئية التي تضر بصحتهم وبصحة المنتجات التي يعرضونها.

هذه الشكاوى تعكس حالة الاستياء الكبير التي يعاني منها الجميع بسبب الإهمال المستمر.

التعويضات والحقوق: ماذا يمكن فعله؟ يجب أن تتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها وتتحرك بشكل عاجل لتحسين الوضع البيئي والصحي في السوق. من المهم توفير المرافق الصحية المناسبة، وتأمين بنية تحتية تتوافق مع المعايير الصحية الدولية. كما يجب التفكير في تعويضات للباعة والزوار الذين يتعرضون لأضرار صحية ومالية بسبب الإهمال المستمر.

ويجب أن تكون هناك رقابة مشددة على جميع العمليات في السوق لضمان السلامة الصحية للمنتجات المعروضة. سوق ثلاثاء سيدي بنور، الذي يعد من أكبر الأسواق في المملكة، يُهدد بسمعته وبصحة جميع زواره بسبب غياب التجهيزات الأساسية والنظافة.

يجب أن تتدخل السلطات المعنية بشكل عاجل لتحسين الظروف البيئية والصحية، وتقديم حلول مستدامة للحفاظ على هذا السوق كمركز اقتصادي حيوي في المنطقة.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار