جريدة البديل السياسي-عبد القادر بوراص .
في حفل بهيج امتزجت فيه مشاعر الفرحة بالحزن، والبكاء بالابتسامة، تم تكريم هرم فن الركادة والمنكوشي الفنان حسن الحسيني، بعد عصر يوم الثلاثاء 18 نونبر 2025، بمركز التفتح والتنشيط عين الركادة، بحضور وازن لناشطات ونشطاء جمعويين، والبرلماني السابق بإقليم بركان الأستاذ مصطفى القاوري، وممثلي مجلسي جماعة بركان وعين الركادة الترابيتين، إلى جانب مجموعة من المبدعين من موسيقيين وشعراء وزجالين وتشكليين، وعدد من أصدقاء وأفراد أسرة المحتفى به.
الحفل الذي نظمه المرصد المغربي الإفريقي للدفاع عن الوحدة الترابية وجمعية أمل عين الركادة تخليدا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، افتتحه رئيس جمعية أمل عين الركادة بكلمة ترحيبية بالحضور قبل أن يسرد جردا كرونولوجيا لأهم الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية والوطنية الجادة والهادفة التي سطرتها جمعيته الرائدة وأنجزتها في موعدها المحدد، حسب كل مناسبة وطنية أو دينية وغيرهما من المناسبات الأخرى، دون أن يفوته التذكير بالأنشطة الأخيرة التي قامت بها جمعية الأمل بشراكة مع المرصد المغربي الإفريقي للدفاع عن الوحدة الترابية احتفاء بعيدي الوحدة والمسيرة الخضراء المظفرة، حيث عرف الحفل تنظيم كرنفال احتفالي كبير محاكاة للمسيرة الخضراء المظفرة.
أما الناشط الجمعوي الحسن عموش، رئيس المرصد المغربي الإفريقي للدفاع عن الوحدة الترابية ، فقد أشار في كلمته التي تابعها الحضور بانتظام بالغ إلى مناسبة تنظيم هذا الحفل المشترك الكبير، والمتمثل في تخليد الذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، الذي يمثل أسمى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي، في ملحمة كفاح امتدت لعقود من أجل الدفاع عن وحدة الوطن وسيادته وحماية مقدساته، معتبرا هذه الذكرى محطة راسخة في تاريخ المملكة وفي وجدان المغاربة كافة لما تحمله من دلالات عميقة وقيم رفيعة، وهي مناسبة لاستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث الجليل، الذي يعكس الوطنية الحقة في أرقى مظاهرها ويجسد انتصار إرادة العرش والشعب، والتحامهما الوثيق في سبيل التحرر من الاستعمار، وإرساء أسس مغرب مستقل وموحد، يطل على مستقبل ناهض لأبنائه.
. وكان هذا الحفل البهيج غنيا بفقراته المتنوعة، حيث أتحفت مجموعة شباب المرصد بقيادة المايسترو البشير دهمج الحضور بأغاني راقية ذات بعد وطني، إلى جانب الشاب التركي الذي أشعل القاعة بأغانيه الشعبية المحلية. كما تمت قراءة قصائد زجلية تغنت بالوطن.
وكانت لحظة تكريم عميد فن الركادة والمنكوشي الفنان حسن الحسيني مشوقة ومؤثرة للغاية، خاصة حين ألقى المحتفى به كلمة وهو جالس على المنصة بصوت متهدج وعينين دامعتين، كان لها الأثر البالغ في النفوس، فلم يتمالك الكثير من الحاضرين أنفسهم فذرفوا دموعا سخية سالت على وجناتهم مدرارة كالمطر الذي كان يتهاطل لحظتئذ خارج القاعة، كلمة عبر فيها عن سعادته بهذا التكريم الذي قال عنه أن المرض لم يمنعه من الحضور إلى عين الركادة ولو جاء يحبو على ركبتيه بسبب محبته لأهل الركادة ولفن الركادة.
ورغم معاناته الشديدة من المرض، فقد أهدى الحضور موالا دينيا ومقطعا غنائيا قصيرا من فن الركادة الأصيل، تفاعل معه الحضور بشكل إيجابي كبير ورددوا معه بشكل جماعي مفعم بالمحبة والمودة الصادقتين كلمات أغنيته المعبرة الجميلة، قبل أن يتحول الحفل التكريمي إلى عرس حقيقي انخرط فيه الجميع في الغناء، وتفجرت القاعة الفسيحة الملأى بينبوع من الزغاريد..
إنها فرحة التكريم بهذا الفنان الهرم وبهجة عيد الاستقلال المجيد! فهنيئا بلا حدود للمحتفى به حسن الحسيني، وتريليون مبارك للمرصد المغربي الإفريقي للدفاع عن الوحدة الترابية وجمعية أمل عين الركادة بحفلهما التكريمي والوطني الناجح بامتياز.



تعليقات
0