جريدة البديل السياسي -حكيم شملال
إلى أبناء إقليمي وإخواني، وإلى المغاربة أجمعين
المستشفيات في المغرب لا تحتاج إلى وزير يتجول في الممرات لالتقاط الصور وتوزيع وعود جوفاء، ولا إلى اجتماعات استعراضية مع “فاعلين” محليين. الحقيقة عارية يعرفها الجميع: الوزير، وابن الوزير، وحتى عساس الوزير وايضا ابن خالة العساس… كلهم يعلمون أن الوضع الصحي كارثي، وأن النار لم يبق إلا القليل لتشتعل، وإن اشتعلت فلن يملك أحد الشجاعة لإطفائها. الناس أعياهم الصبر.
كفانا مسرحيات بروتوكولية، المطلوب اليوم ليس مزيدا من التلميع، بل جلسات صادقة مع خبراء مستقلين يضعون خطة وطنية تنقذ ما يمكن إنقاذه. لأن أزمة الصحة ليست جزيرة معزولة: إنها الوجه الآخر لانهيار التعليم، وانكسار القضاء، وضياع العدالة الاجتماعية، واغتيال الحرية.
لا صحة بلا تعليم، ولا عدالة بلا قضاء نزيه، ولا كرامة بلا حرية. كل شيء متشابك ومترابط، وأي إصلاح لا ينطلق من هذا الترابط ليس سوى خداع وتضليل.
وما لم نكسر الحلقة الجهنمية للفقر والتهميش والفساد، فسيبقى النظام الصحي جثة هامدة تنهك فوقها أجساد الفقراء كل يوم. والساكت عن هذه الجريمة شريك فيها.
حكيم شملال
تعليقات
0