جريدة البديل السياسي
أفادت مصادر موثوق بها بأن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط حسمت، أخيرا، ملف الشابين اللذين تورطا في جريمة احتجاز فتاتين ومحاولة اغتصابهما بالعنف بمدينة الخميسات، حيث أصدرت أحكامها بالسجن النافذ في حق المتهمين.
وأدانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية المتهمين البالغين من العمر 24 و25 سنة، بالسجن النافذ ست سنوات في حق المتهم الرئيسي، فيما أدانت صديقه وشريكه في جريمة الاحتجاز من أجل الاغتصاب بأربع سنوات حبسا نافذا.
وشهدت القاعة الخامسة بقصر العدالة بحي الرياض بالرباط مواجهات ساخنة أمام أنظار الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية، بين المتهمين والفتاتين الضحيتين اللتين حضرتا إلى المحكمة بناء على استدعاء رسمي من أجل الإدلاء بشهادتهما أمام الهيئة وممثل الحق العام وهيئة الدفاع. وأعادت الضحية الأولى سيناريو الرعب الذي عاشته مع خطيبها السابق الذي قام باحتجازها رفقة صديقتها هو وشريكه من أجل اغتصابهما قبل أن تضطر للهروب، عبر القفز من الطابق الثاني، حيث تعرضت لكسور اضطرت معها للخضوع لعلاجات مستعجلة بالمستشفى الإقليمي بالخميسات.
ووجد المتهمان نفسيهما في وضع حرج أمام تصريحات الضحيتين، في الوقت الذي تشبثا فيه بإنكار جزء كبير من هذه التصريحات، مؤكدين أن الفتاتين حلتا بالمنزل بمحض إرادتهما من أجل قضاء ليلة ماجنة، ما ينفي تهمة محاولة الاغتصاب بالعنف، وهي الجزئية التي ركز عليها دفاع المتهمين، إلا أن المحكمة أقرت التهمة في حقهما بعد المداولة، وقررت إدانتهما بالحبس النافذ من أجل تهمة الاحتجاز ومحاولة الاغتصاب.
وتعود وقائع هذه الجريمة إلى السنة الماضية، حيث اهتزت مدينة الخميسات على وقع سقوط فتاة تبلغ من العمر 19 سنة من الطابق الثاني من إحدى الشقق وسط مدينة الخميسات، وبعد نقلها إلى المستشفى وتدخل عناصر الشرطة، تبين أن الضحية كانت محتجزة وتعرضت لمحاولة اغتصاب، قبل أن تتناسل وقائع هذه الجريمة، ويتبين أن الجريمة نفسها طالت صديقتها أيضا.
وأسفر تدخل عناصر الشرطة عن إيقاف المتهمين ووضعهما رهن البحث، قبل عرضها على النيابة العامة وإيداعهما السجن بتهمة الاحتجاز من أجل الاغتصاب.
وضمن تفاصيل إضافية حول الملف، كانت والدة فتاة قاصر، وهي الضحية الأولى، أبرمت اتفاقا مع المتهم الرئيسي من أجل زواج ابنتها القاصر منه والتي كانت تبلغ من العمر آنذاك 17 سنة فقط، حيث منحها مبلغا ماليا مقابل هذا الاتفاق الأولي بلغ 10000 درهم، إلا أن بروز بعض المشاكل حال دون تنفيذ هذا التعاقد، حيث اتفق الطرفان على إنهائه حبيا.
وتفيد معطيات الملف بأنه بعد سنتين، رافقت الفتاة المعنية التي لم تعد قاصرا المتهم الرئيسي إلى شقته وبصحبتها صديقتها البالغة من العمر 19 سنة، حيث التقوا هناك بشاب ثان، وبعد مرور الوقت أغلق المتهم الرئيسي الباب وحاول اغتصاب خطيبته السابقة، قبل أن تحاول الهروب عبر القفز من نافذة الغرفة المتواجدة بالطابق الثاني، حيث تعرضت لكسور وجروح استدعت نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات.
وحاصر رجال الشرطة المتهمين بالمنزل المذكور رفقة الفتاة الثانية، حيث كشفت التحريات أن الأمر يتعلق باحتجاز الفتاتين ومحاولة اغتصابهما، وخضع المتهمان لتحقيقات تمهيدية وتفصيلية من طرف قاضي التحقيق، أكدت تورطهما في ارتكاب الجريمة، لتتحول القناعة ذاتها إلى الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط التي قررت إدانتهما بالسجن النافذ لمدة عشر سنوات، موزعة على ست سنوات في حق المتهم الرئيسي وأربع سنوات في حق شريكه.
تعليقات
0