جريدة البديل السياسي – نزيهة مشيش
تعيش منطقة “المالحة” أو ما يصطلح عليها ب”سيدي امبارك”، الواقعة بتعاونية العيون، والتابعة ترابيا لجماعة لعثامنة إقليم بركان حالة من الإستياء بسبب تحول أراض فلاحية إلى مطرح عشوائي للنفايات.
سجل سكان المنطقة عبر شهادات متعددة دخول شاحنات تابعة لشركة أوزون المفوض لها تدبير قطاع النظافة بجماعة السعيدية لتفريغ حمولاتها من الأزبال في هذه المساحات الخضراء.
هذا السلوك أثار ضجة واسعة لدى الساكنة التي أعربت عن قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع البيئية، حيث كانت هذه الأراضي تستغل سابقا لأنشطة فلاحية مدرة للدخل للساكنة المحلية، و تساهم في إنتعاش الإقتصاد المحلي من خلال أسواق القرب. وعلى الرغم من المطالب المتكررة للمواطنين من أجل التدخل العاجل و الفوري، لم تقدم أي جهة أية توضيحات حول أسباب و تداعيات هذا السلوك.
مما يثير الإستغراب حول التعامل اللاجدي واللامسؤول من طرف السلطات في معالجة هذه الكارثة البيئية. وفي هذا الإطار، وصفت جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة الوضع بأنه “كارثة بيئية” تظهر غياب الرقابة الفعالة و غياب المقاربة التشاركية، بالإضافة إلى تهاون المسؤولين في أداء واجبهم تجاه حماية البيئة
. ويواصل سكان هذه المنطقة التعبير عن قلقهم، و كلهم أمل في أن تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لإيجاد حلول واقعية و عملية تضمن الحفاظ على البيئة، وتلزم جماعة السعيدية بتخصيص مطرح لنفاياتها، تفادياً للمزيد من التدهور الذي قد يمس صحة المواطن وبيئته.
للإشارة، يأتي هذا التصرف اللامسبوق من قبل شركة أوزون المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة السعيدية، بعد منعها من مواصلة استغلال مقرها كمرأب لآلياتها و مطرح في ذان الوقت للنفايات.
لكن هذا التدخل من قبل الجهات المسؤولة لوضع حد لهذا العبث البيئي يبقى غير كاف، بل بات يستوجب فتح تحقيق معمق في ملابسات التفويت لجزء مهم من مخيم الامازون لشركة اوزون و محاسبة كل المتورطين الذين سهلوا مأمورية هذه الاخيرة في تحويل جزء من هذا المخيم الى مطرح للنفايات طبقا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
تعليقات
0