جريدة البديل السياسي |الجماعات الترابية

سياسيون بعضهم يجيدون “الخبيط على الطبالي”… خطاب مرتفع وأثر منعدم!

caricatures_1471717016-566×400

بقلم: حليمة صومعي.- جريدة البديل السياسي 

سياسيون بعضهم يجيدون “الخبيط على الطبالي”… خطاب مرتفع وأثر منعدم!

 

تثير دورات المجالس الجهوية والجماعية، في كثير من الأحيان، مشهداً يكاد يُشبه العروض المسرحية: صراخ، وتوزيع مجاني للاتهامات، بينما يظل المواطن ينتظر بفارغ الصبر قرارات ملموسة تنعكس على حياته اليومية، ينتهي بمجرد انتهاء الجلسة.

بات من المألوف أن نشاهد بعض المنتخبين يُتقنون فنّ “الخبيط على الطبالي”، في مشاهد يُراد لها أن تظهر بمظهر الدفاع عن الساكنة، لكنها سرعان ما تنقلب إلى تصفية حسابات شخصية أو تلميع للواجهة السياسية.

في المقابل، يبقى أثر هذه الجلسات محدوداً إلى منعدم، والخطاب الذي يعلو في القاعات لا يجد له ترجمة في الواقع. المثير للسخرية أن بعض هؤلاء الذين كانوا إلى وقت قريب يرفعون شعار “محاربة الفساد” و”تمثيل المواطن”، أصبحوا اليوم جزءاً من مشهد الضبابية والصمت المريب.

أقلام كانت تنبض بالنضال اختارت الصمت، و بعض صحفيون كانوا يصدحون بالحقيقة باتوا يتوارون خلف شعارات منتهية الصلاحية.

فأين ذهبت كل تلك الوعود؟ وأين هي إنجازات خمس سنوات من التسيير الجهوي؟

الجهة تعاني من غياب مشاريع حقيقية، ومناطق تعيش في العزلة والتهميش، بينما تختزل بعض المجالس مهامها في تبادل التهم والتصريحات الحماسية دون أثر يذكر. الواقع يفرض مساءلة جادة: هل تحوّلت المؤسسات المنتخبة إلى مسارح للفرجة السياسية؟

أم أن المواطن أصبح مجرد جمهور يُطلب منه التصفيق دون أن يُمنح حق التقييم والمحاسبة؟ لقد آن الأوان لتجاوز هذا العبث، والعودة إلى جوهر العمل السياسي النبيل: خدمة الصالح العام، لا خدمة المصالح الضيقة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي