جريدة البديل السياسي – بقلم: حليمة صومعي
حين تصبح الحياة ضد الإنسان.. من يعيد ترتيب الفوضى؟
في غفلة من الزمن، تغيّرت ملامح الحياة، ولم يعد ما كنا نؤمن به من قيم ومبادئ يجد له مكانًا في هذا الواقع المتقلّب. لقد سرق الزمن أعمارنا على مهل، وغدرت الأيام باللحظات، وخانت الحياة أمانينا دون سابق إنذار.
لم أكن أعلم أن الحق سيصبح مجرد مظهر مزيف، وأن الكذب سيعلو في المجالس كأنه فضيلة. لم أكن أعلم أن الصدق سيُوارى الثرى، دون أن يُبكيه أحد.
لقد ابتعد العلم، وضاع في زحمة الحدود والانتظارات، أما العمل فلم يعد نتيجة للكفاءة والاجتهاد، بل صار امتيازًا مرتبطًا بالمكانة. وغدا الجهل سيّد الموقف، يتقدّم الصفوف، ويملي على الناس مواقفه.
أصبحنا نعيش في عالم متناقض، تحكمه الأضداد:
الحق يلبس ثوب الباطل،
النفاق صار رفيقًا،
الغدر بات عنوانًا للعلاقات،
والقلوب تاهت في متاهات من الحيرة،
حتى لم يعد لنا خيار سوى الهروب من هذا الضجيج.
أين الاستقرار؟
أين الأمان الذي كنا نحلم به؟
اليوم، أصبحت الحياة تزداد كلفة يومًا بعد يوم،
الغلاء يخنق تفاصيلها،
والأحلام تصغر تحت وطأة الواقع.
من يداوي الجروح المفتوحة؟
والأفواه مكمّمة،
والعيون أغلقت على ما لا تريد رؤيته،
والآذان صمّت عن أصوات الوجع،
والقلوب تحجّرت من فرط الخيبات.
إنها ليست مجرد تأملات عابرة، بل صرخة إنسانة تبحث عن ضوء في آخر هذا النفق الطويل. فهل من يسمع؟ هل من يعيد ترتيب الفوضى؟
تعليقات
0