جريدة البديل السياسي |ضيف البديل

نور الدين أعراب الطريسي: شاعر وناقد مغربي بصم المشهد الثقافي بحساسية شعرية وعمق نقدي

518281680_1271250794375378_4331212598372001005_n

 جريدةالبديل السياسي -بقلم:  الأستاذ جمال الغازي- 

نور الدين أعراب الطريسي: شاعر وناقد مغربي بصم المشهد الثقافي بحساسية شعرية وعمق نقدي

يُعد نور الدين أعراب الطريسي أحد الأسماء اللامعة في الساحة الأدبية المغربية المعاصرة، شاعراً وناقداً وباحثاً جمع بين نبض الشعر وصرامة التحليل النقدي، وامتزجت تجربته بتعدد أشكال الكتابة، مما جعله صوتاً ثقافياً مميزاً لا يمكن تجاوزه.

ولد الطريسي بمنطقة #تمسمان الريفية العريقة، وهناك تلقى أولى معارفه في الكُتاب القرآني وهو ابن ست سنوات، قبل أن يلتحق بالمدرسة الحديثة، ليبدأ بذلك مشواراً تعليمياً تميّز بالاجتهاد والمثابرة. ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة #الناظور وواصل هناك مساره الدراسي إلى أن حصل على شهادة البكالوريا شعبة الآداب العصرية.

كان عشقه للغة العربية دافعاً قوياً ليسلك دربها في التعليم الجامعي، متنقلاً بين #وجدة و #الرباط حيث نال الإجازة في الأدب العربي، ثم دبلوم الدراسات العليا المعمقة، قبل أن يُتوّج مساره الأكاديمي بشهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث، بأطروحة حول السيميائيات وتحليل الخطاب، ركّز فيها على موضوع الاستعارة.

منذ أوائل التسعينات انطلقت مسيرته الإبداعية، حين بدأ ينشر قصائده في صحف وطنية مثل: #العلم ، الميثاق الوطني ، #الاتحاد_الاشتراكي ، و #أنوال . ومع الوقت، أصبحت تجربته الشعرية والنقدية أكثر حضوراً وتألقاً، حتى صار اسماً مألوفاً في الفضاء الثقافي المغربي. شارك في العديد من الملتقيات داخل #المغرب وخارجه، من أبرزها المهرجان الدولي للكتاب بـ #القاهرة حيث وقّع هناك آخر أعماله النقدية.

التحق الطريسي باتحاد كتاب #المغرب وشارك في جمعيات ثقافية وأدبية، مكرّساً نفسه فاعلاً ثقافياً نشيطاً. وقد تميزت كتاباته بالغزارة والتنوّع بين الشعر والدراسات النقدية، ما منحه مكانة رفيعة بين أبناء جيله.

في الشعر، كتب الطريسي القصيدة العمودية، شعر التفعيلة، وقصيدة النثر، لكنه ظلّ وفيًّا للتفعيلات بحسّه الموسيقي المرهف. من دواوينه:

“قمر الغياب”

“يخون سيده الورد”

أما في النقد، فأثرى المكتبة العربية بمؤلفات منها:

“الاستعارة في الشعر العربي المعاصر بـ #المغرب

“الصورة والإيقاع في شعر أمل دنقل”

“متخيل المنفى في الشعر العربي الحديث”

“المقارنة بين الصور البلاغية”

إضافة إلى أعمال مشتركة مع نقاد وأدباء تؤكد اتساع أفقه المعرفي وتنوع اهتماماته.

ويقول فيه الأستاذ الحسين اكليد:

«الدكتور نور الدين أعراب الطريسي مثقف ذو علم واسع في النقد الأدبي ومعرفة عميقة بمدارسه وأعلامه الكبار في العالم؛ مثل رولان بارت، گريماص، لوسيان گولدمان وديريدا. له حضور قوي في حركة النقد الأدبي بالمغرب، من خلال دراساته القيمة في المجلات المحكمة ومحاضراته التي يُستدعى لها من مؤسسات عدة. وهو فوق ذلك صديق فاضل، طيب المعشر، دمث الأخلاق، صافي السريرة، صادق الطوية. بارك الله فيه وسدد خطاه.»

في الختام، يظل نور الدين أعراب الطريسي مثالاً للمثقف الذي لا يكتفي بالإبداع، بل يغوص في عمق النصوص ليفككها ويضيء مساراتها. فهو شاعرٌ بالنبرة، ناقدٌ بالبصيرة، وترك بصمة واضحة في الأدب المغربي والعربي.

ما رأيكم في مسارات المثقفين الذين يجمعون بين الإبداع والنقد؟ وهل نحتاج مزيداً منهم في ساحتنا الثقافية؟ شاركونا آراءكم في التعليقات.

#أدب #شعر #نقد #ثقافة

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي