جريدة البديل السياسي : نورالدين عمار
في زمن تتسابق فيه الدول نحو تطوير البنية التحتية، يبدو أن البناء العشوائي في نفود المقاطعة الأولى قد اتخذ منحىً مميزاً، يجعلنا نتساءل: هل نحن في عاصمة الإبداع المعماري أم في مسرح كوميدي لا ينتهي؟
الكل يعرف أن هناك 840! أجورة للبناء العشوائي تتصدر المشهد، ولكن ما يثير الاستغراب هو إصرار أصحاب هذه المشاريع الغامضة على بناء الطابق الثالث.
ربما يظنون أن الطابق الثالث هو تذكرة دخول إلى نادي المتميزين في عالم البناء. ولكن، هل سأل أحدهم: أين ستذهب المرافق العامة، كالماء والكهرباء، عند استضافة هذه المباني الفخمة؟ المثير للسخرية هو رد فعل البعض على الحديث عن الخروقات الواضحة.
فبدلاً من الاعتراف بواقع الحال، نجد أن البعض يرفع شعار “لا توجد خروقات في تراب نفود مقاطعتنا”.
يبدو أن هؤلاء لا يزورون الحي الذي يسكنون فيه، أو ربما يعتقدون أن كل ما يحدث خلف أبوابهم المغلقة لا يعد خرقاً للقانون. هل نحتاج إلى جولة ميدانية لتوضيح المعالم المعمارية “العبقرية” التي تظهر كالفطر بعد المطر؟ وفي وسط هذه الفوضى، يأتي دور الإعلام. لكن، هل يمكن أن نعتمد على هذه “الأصوات العالية” لنقل الحقيقة؟
بعض الأفراد يتعاملون مع الإعلام وكأنه غير موجود. يبدو أنهم يعتقدون أن الأخبار لا تهم، وأنهم محصنون ضد أي نقد.
أليس من الغريب أن تكون السعادة المرتبطة بالبناء العشوائي تتجاوز كل اعتبارات الواقع؟ إذاً، دعونا نرفع أكوابنا (المصنوعة في الطابق الثالث، بالطبع) ونحتفل بالجنون المعماري الذي يجعل من نفود المقاطعة الأولى مكاناً فريداً، يحقق فيه الساكنون أحلامهم بطرق غير تقليدية.
فطالما أن الإبداع في البناء العشوائي مستمر، فإننا أمام مشهد لن ينتهي قريباً، وكل ما يمكننا فعله هو الاستمتاع بمشاهدته من بعيد
تعليقات
0