من أوراق مهملة فوق الــــرفـــــوف..بقلم ذ.محمادي راسي
بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي
من أوراق مهملة فوق الــــرفـــــوف
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
التصلف والتعنفص والتعجرف
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تــــــــوطئــــــــــــــــــــــة
حرت في أمر هذه “المدينة “… اا هل هي مدينة اللعب ؟ هل هي مدينة اللامعقول ؟ …. لأن المدن تقاس بمستوى تمدن وتحضر أهلها ،ومديري أمرها ،ومدبري شأنها وهمها، مدينة التعجرف والتنافر والتناحر ، والكلام الساقط والشغب والشجور في الشوارع والسوق والأحياء ،والقتل والاغتصاب أحيانا … غابت فيها القيم الروحية والجمالية والوعي ، والكلام المقند كالقند ، والكلمة الطيبة الموزونة التي تؤثر في أعماق القلب ،وتنبه العقل ،وتسحر الوجدان ..مدينة بلا إبداع في الكتابة والشعر والفن والمسرح ولا في الغناء ، مدينة تغيب فيها القراءة لغياب المكتبة ، واليونسكو اختارت الاحتفال /هذه السنة / باليوم العالمي للكتاب 23أبريل الذي يصادف ذكرى وفاة “مغيل دي سيرفانتس ” الأديب الإسباني المشهور بمؤلفه “دون كيخوتي “، ووفاة وليام شيكسبير الإنجليزي وهو شاعر مسرحي في مصاف رجال الأدب العالمي المشهور” بروميو وجولييت ” ،تحت شعار: “نحن نحتفل بقراءة الكتب ” وقد تم اختيار مدينة “بانكوك “عاصمة عالمية للكتاب هذا العام ، مدن في الأرجاء الأخرى تحمل أسماء وأوصافا متعددة ، تمت بالفلسفة والعلم والجمال والفن والثقافة إلى أن أطلق اليوم على إحدى المدن اسم المدينة الذكية … مدن يذكرها المؤرخون ويصفها الشعراء ويرسمها الرسامون ، ويتغنى بها المغنون ،،،،فهل مدينتنا مدينة ساكتة ؟ ،قتلوها فعلا، همشوها جهلا ،جردوها عمدا ، من كل ما هو فكري وثقافي وفني ورياضي ، وللبحث عن الأسباب ، والتقصي في جذور هذا التقهقر لابد من طرح أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة ….
قولة قديمة وهي مأثورة مشهورة ؛”الأديب ابن بيئته ” ،اليوم أن نقول : الكاتب ابن بيئته ،أو المثقف ابن بيئته ،بل الإنسان أو المواطن ابن مدينته و”مدشره ” وحيه وشارعه ، فهذا الوجوم ناتج عن اختيار انتهازي لمصلحة مشتركة فاشلة ،أفرزت مدينة ساكتة ميتة ، لا تستطيع البوح والكلام ، ــ بل أصابها العي والغي ــــ ولا تقدر على تغيير المنكر ولو بالقلب ،ولا الاحتجاج الذي هو السلطة الخامسة كما قلت في مقالات سابقة ، لأن معظم الكروش مليئة “بالعجينة ” ، والعقول أكثرها انتهازية ، تريد مصلحتها وقضاء مآربها بطرق شتى ، ووسائل عدة ،لا تعير الاهتمام لفلان، أو لعلان ،ولا لشارع ، ولا لحي ، ولا لما يقع من منكر وشر،و هلم جرا إهمالا وإغفالا واستغفالا واستغلالا،،،،،،،فجاء التسيير مشلولا ، والتدبير فاشلا ، والتعقلن غائبا ، والفساد حاضرا قويا ، والغياب عن المكاتب ملموسا مطردا . والبرطيل منتشرا مستشريا بطرق حديثة .. والتحكم في زمام الأمور واهيا واهنا ….ذلكم الإبداع في ثقافة التقهقر والاحتضار، والإبداع في الذل والخزي والعار، بعلة سوء الاختيار الذي أدى إلى الانصياع والانقياد ، ثم إلى الاستبداد والاستفزاز والاستعباد ، وكل من رفع صوته للجهر بالحق يعارض ، يقمع ويشتم … ،أو يظن أنه أبله في هذه المدينة البريئة ….. إننا طرا وجمع وبصع وبتع نتحمل مسؤولية مآل مدينتنا …اا .
فالتصلف والتعنفص والتعجرف هذه السلوكات وغيرها حاضرة بسبب المافيات المفتخرة بالمال الحرام ،والجاه المزيف ، والمفتقرة إلى العلم والثقافة ، لا تستطيع كتابة سطر ،وقراءة حرف ، هي كالحجر الصلد الذي لا يتحرك ، إنها تسير وتسير وتسخر إلى أن يصيبها الشخير ،فتدمج في وضعية الحمير ،لأنها لا تفرق بين حرف وجرف …..
كــــــــــــــــــلمـا خرجت من المنزل ، أرى عمارات شاهقة تريد مناطحة السحب ،أو الطلوع إلى القمر ،وحينما أنظر إلى الأرض أخجل مما أراه من أزبال ، وما يتقطر منها كالزفت أو القار ،وإن رش بالمبيدات والجير ، ثم أثار البراز بادية في جميع جوانب الحديقة وغيرها ،ورائحة البول تزكم آناف الآنام ، ومع هذا وذاك أرى بعض المتصلفين والمتعنفصين والمتعجرفين يزهون بهندامهم وجفاجفهم ، يدعون أنهم متحضرون وأي حضارة في المشي فوق الأزبال في الشوارع ،،،؟،هذه الناطحات تذكرني بأمريكا التي طلعت إلى القمر ، ونسيت البحث في الأرض وأعماق البحار ،بدعوى الحضارة والتقدم ، ونسيت نظرية “فيكو” ، إنها اليوم تحتضر ، في ضواحيها المهمشون ،أو ما يطلق عليهم بالعالم الرابع ، اتجهت إلى الحروب نظرا لقوتها وعظمتها وأطماعها ،ولم تتجه إلى محاربة الفقر والجهل والأمراض ،والاستعداد للكوارث الطبيعية ، كالإعصار الذي أصاب أخيرا “أوكلاهوما “الذي كان بقوة تفوق قوة قنبلة هيروشيما بثماني مرات حسب تصريح أحد الباحثين ـــ وللمرة الثانية أيضا ـــ اليوم شرعت تفكر في الإنسان بعد فوات الأوان من خلال ما قدمه أوباما من مال كثير ، لأجل دراسة مخ الإنسان، لمعرفة أسباب الزهايمر والشلل وغيرهما ،وقد خصصت إحدى الدول حملة أسبوعية خلال شهر أبريل ،من 23أبريل إلى 30منه ، للقضاء على الفقر والحاجة والفاقة ، بعد ما أصابتها الأزمة الاقتصادية ، لأنها كانت تظن أنها ستعيش دائما في رغد وسعة وترف ، وما حصل أيضا لشرائح من المجتمع التي كانت تتعجرف، ولا تفكر إلا في نفسها ،بسبب التيه والتكبر وعدم الاكتراث بالآخر ، و نحن علينا أن نفكر في قرانا و”مداشرنا “وأحيائنا وشوارعنا وفقرائنا وذوي الاحتياجات الخاصة ، وكل ما يحيط بنا وما نفتقر إليه صحيا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا وفنيا وجماليا …..؟؟؟ ف “أورتيكا إي غاسيت “الفيلسوف الإسباني يقول بالمعنى: “أنا هو أنا وظروفي ” يشير إلى ما يحيط به ، ونحن ما زلنا لم نصل بعد إلى مستوى الفلاسفة والمفكرين ، ومع ذلك نتغطرس ونتعجرف ،ونزبد ونرغي ، وما لنا راغية ولا ثاغية ،ولا عافطة ولا نافطة .
1 ــــ عتـــــــــــال
عتال عتيل نقال نقيل في النهار، يظل يستعطي ويستعطف لأجل حمل أمتعة لسائح أو وافد ، متحملا حرارة الشمس ، والبرد القارس ، لا أقذ ولا مريش ،إلا ما يحصل عليه من هبة أو” بخشيش” ، في وسط النهار يبحث عن كسرة خبز ،وحبات زيتون ،وعلبة تون ، يظل إلى أن يجن الليل ، يقصد مقهى ــ كأم حبيب ـــ ذا أدوار متنوعة ، في النهار فضاء للشاي والقهوة ، في الليل فضاء للشيشة … ـــ هذا المقهى يقدم نفسه بنفسه دون ناطق رسمي أو إشهار ، أو لافتة…..بعيدا عن أخلاقيات وأدبيات المقاهي ، منتهكا حرمة الملك العام ، مجدبا أرضية الحديقة ، ملوثا فضاءها ،وما زال متحديا معتمدا على حق الفيتو،أو..؟. العتال ينتظر خلانه ، يتربع في جلسته وهو رباعة أصدقائه كأمير ، أو أنه بطل المقهى ، أو سلطانه ، أو أنه “شهريار “ينتظر “شهرزاد” ، لتتم سرد الحكايات عليه إلى الفجر،والدخان يخرج من منخريه عبر الخياشيم يبدو كمدخنة مطبخ ، يظل مزهوا متعجرفا ، وهناك أمثال هذا النقال الذي لم يشبع حتى جابر بن حبة ،وهو يبحث عن حبة جديدة ، يرسلون نساءهم إلى الحدود الوهمية ، لحمل ونقل شحنات بمشقة ومحنة وعذاب ، وغيرها من الأعمال ، وهم يظلون طوال النهار في النوم والشخير والتطواف ،وفي الليل يبتزون نساءهم ، للإقبال على “الشيشة “وما يشبهها ، الفقر ليس بعيب ، فالرسول صلعم سيد البشرية وخير البرية ، قبل يد الحطاب المتواضع الذي ينفق على أولاده ،ولا يبذر أمواله في المضرات والمفاسد .
2ـــ سفيــــــــــــــــــــه
جلست في مقهى “كأيها الناس ” لرشف فنجان قهوة ، وتنشيط العقل ، وتنبيه الذاكرة الشاردة النائمة ، واسترجاع الأنفاس كتمهيد للتأمل في حالة المدينة وحركتها التجارية ونشاطها اليومي ، حضر رجل غريب لا عهد لي به ، بحركاته وكلماته استنفر الندل في إحضار كذا وكذا ، يوجله بعض الرواد الجهل النذل …لم يكن متواضعا في جلسته ، ثم أخرج هاتفا ليتصل بصوت مرتفع ،وقد كسر الهدوء الذي كان سائدا ، فلوث آذان الجالسين بكلمات إسبانية لا يتقنها بتاتا من خلال اللكنة وتصريف أفعالها ، خال الجالسين لا يفقهون شيئا ، فقد حكم على نفسه بأنه سفيه هبنق ثم هبنك ، من أهل البدو والوبر، وليس من أهل المدر والحضر بسبب زهوه وسفهه، كان على صاحب المقهى حينما يرى أمثال هؤلاء أن يمتع الجالسين بآيات بينات من الذكر الحكيم ، أو بالموسيقى والغناء الخالدين اللذين يؤثران في النفوس والقلوب ، شعرا ولحنا ،وينسّيان الأحزان والهموم ، ولا يتركان المجال لمثل هؤلاء الملوثين للمقاهي الذين لا يمثلون إلا أصفارا على اليسار،والملقحين بالضغث والرثف ، يفتقرون إلى آداب الجلوس في المقاهي .
3ـــ سيــــــــــــــــــارات الدولة
بعض المسؤولين يستخدمون سيارات الدولة في أيام العطل ، يتنزهون بها ، يذهبون إلى الأسواق ،يقصدون المقاهي وهم في أوقات العمل ،في هذا استنزاف لأموال الشعب ،أين مبدأ ترشيد النفقات ،والحكامة الجيدة ،وتخليق وتحديث الإدارة، لتقريبها من المواطن الذي سينتظر إلى أن يرجع المسؤول من المقهى …..للحصول على الوثيقة اا؟. ثم إنهم يتباهون بها أمام المارين والجالسين ،وفي هذا عجرفة وغطرسة ،المسؤولون في الدول المتقدمة يذهبون إلى العمل مستقلين الحافلة ،أو سياراتهم الخاصة ،أو يركبون الدراجة العادية ،أو النارية ،أو يترجلون وهم يسيرون في الشوارع كباقي عامة الناس ،بدون عقد وحرج ، لا يعرفونه هل هو قائد ،أم جنرال ،أم …..؟؟،في هذا تواضع ووعي وتقدير للمسؤولية ، بينما نحن جبلنا على الفحج والتمويه والتضليل , وأنا فلان بن فلان ،عمي كذا وخالي كذا ،،، انتهى هذا العهد ــ كان أبي ـــ الذي ينم عن الحقد والغطرسة ،ويفرض الفوارق الطبقية ، ويفتح المجال للأنانية ،وينمي المحسوبية والزبونية ،ويحارب المساواة والعدل ،ينشر الظلم والشر بين بني البشر، يغني الغني ويفقر الفقير .
4ـ الصعفوق الجبان العريان ، يرقص وخلانه في ملهاه أمام الجيران .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انقضى زمن نمرود و قارون ونيرون وميمون ….يوم كانت الأموال تنزل عليهم كالأمطار ، وتفيض كالأنهار، لأن الأموال السائبة تعلم الحرام والسيابة والخيانة ، هم وحدهم يعرفون مصدرها ، وكل ليلة في هرج ومرج وهوج ، وصخب وصعار وسعر ، فهم كجدح جوين من سويق غيره ،لا يقدرون الجيران ، بل يزدادون تعنتا واستفزازا ، ووعثا ووغادة ووغما ، ولم ترسل السماء مجاديح الغيث ، فأجدب المكان بقلة الأمطار ، وجفت الأنهار ،ونضبت العيون والآبار، فأصبحوا كالأجادب والمجادب ، كالقوارب بدون مجاديف فلا تستطيع الوصول إلى المجداح بسبب هيجان اللافظة ، ولم ينتهوا من صلفهم إلى أن فضحهم الجيران ، ودار بهم الزمان ،”كما دار على دارا وقاتله ،وأم كسرى فما آواه إيوان “،لا أراهم اليوم مسرورين كما كانوا من قبل ،حينما كانت الأرض تغدق عليهم أموالا في زمن الفوضى واللعب والعبث والرفث والغلث ،والسماء تمطر عليهم ذهبا … وإن كانت لا تمطر لا ذهبا ولا فضة ، كانوا متصلفين ومتعنفصين ومتجبرين ،معنى ومحتوى وحرفا وجرسا وشكلا ومضمونا ورقصا وهزا وأكلا وشربا ….اا، لا يقدرون الجيران البسطاء الضعفا….. لم أعد أراهم اليوم مجتمعين كما كانوا من قبل على أكل السحت ،لأنهم سحتوا وأسحتت تجارتهم وصفقاتهم واجتماعاتهم حول المنكر وإيذاء الجيران ، لماذا اليوم اندسوا…؟ ، لقد تفرقوا شذر مذر ، وشغر بغر ،وذهبوا خدع مذع ، وأيدي سبأ ، وتحت كل كوكب ، وذهبوا كما ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد مصلوم الأذنين …اا ، هل أصابهم العياء والفشل ،أم ندموا عما كان يصدر منهم إزاء الجيران ..؟؟؟ ،إني أريد لهم الاستمرار في السكر العلني ،والسلوك الفرعوني الجنحي الجنائي ، فأين شجاعتكم وعظمتكم وصلفكم ؟؟ ، كنتم دببة وضبوعة ولماذا أصبحتم اليوم كالأرانب واليرنب والدجاجات ، والحلي بضم الحاء وكسر اللام والنعامات حتى قيل :أصم من نعامة ،وأشم من نعامة وأجفل ….أيها السفهاء …؟؟، لأن سفاه الشيخ لا حلم بعده ، سأواصل في استفزازكم بهذه المقالات ـــ إلى أن ترحلواــــ كما كنتم تستفزون جيرانكم فاتحين نوافذكم ،وانتم ترقصون عراة في مواخركم وتهزون مؤخراتكم ،أريد اليوم أن تفعلوا ما كنتم تفعلونه ،وأن أراكم بحول الله تقومون بذلك في الشوارع وفي أي مكان إن كنتم رجالا ،يا منعدمي الأخلاق والإنسانية ، لأن اليوم لا تستطيعون ولن تستطيعوا فعل ذلك لأنكم جبناء ، أو تخافون على أولادكم اليوم ، ،، كما كنتم تدينون ستدانون بحول الله ،لقد أصابكم الندم وسوف لا ينفعكم ، وستنالون جزاءكم في هذه الدنيا قبل الآخرة ، لأنكم اعتديتم على حرية الضعفاء الشرفاء ، وتخالون أنفسكم هرامسة المدينة وسادتها ـــ بل إنكم سفهاء رعاديد مناكيد ــــ والآخرين جهلاءها وأغبياءها ،إنني لكم بالمرصاد إلى أن ترحلوا…..أراكم تبحثون عن استراتيجيات جديدة ،ولكنها ؛لا تدوم ،ولا ينفعكم لا التصوف ، ولا الزهد، ولا التعبد ،لأنكم ما زلتم على مذهب التقية والتصنع والتكلف ،أراكم تحضرون دراسات جديدة في علم السينيالات والأفعال الشيطانية والجنية والإبليسية والعفريتية والاستغفالية والسيمية والسيمونية ،ولكن لا وجود لهذه الشعب الحديثة ، ولا الجامعة ،ولا الكلية ،ولا المعهد العادي، ولا العالي ، ولا المدرسة العادية ، ولا المدرسة العليا ،ولا المدرسة المشائية ، ولا الروض ،ولا الكتاب ،ولا الحضانة ، ولا “لمسيد”، ولا ،،كما أن استعمال الزمن المبرمج في أيام ؛عروبة وشيار وأول غير مناسب لا جدوى منه ……لقد فات وقت التعلم والدرس ، بل حتى الرقص والهز والبم والبض والهبرج ..،لأنه أصابكم الخرس والعتو والعته ولم تكونوا كالعتاهية في العلم ….. وسفاه الشيخ لا حلم بعده كما قلت آنفا ،وهو قول زهير الشاعر الحكيم قبل الإسلام ….
إن الله يمهل ولا يهمل ،ومقالاتي بحول الله ستعلمك آداب النطق والتلفظ ، وأنت في الشارع والزقاق والدرب …..وتحري الحيطة والتحفظ ،والابتعاد عن الفظاظ ، ولتكف عن سوقي الألفاظ ،والكلام الفاحش الوخش ، ولتبتعد عما هو فظيع شنيع ، وستعلمك آداب المشي واللباس والتستر والتحضر ،وأنت قاطن مع جيران وأسر ، وستعلمك القراءة ، وتنمية ملكاتك بالبحث عن الكلمات الواردة فيها ، بدلا من البحث والتنقيب عن عورات الناس ،والنساء العفيفات في الباحات منهمكات في كنس الكناسة ،ونشر ما غسل من ثياب فوق الأسلاك أو الحبال ، وسترشدك إلى الصراط المستقيم ، وستهديك إلى سواء السبيل ، والتدبر فيما سيأتي مستقبلا لا حاليا ….. أيها الصعفوق إنك ما زلت مغفلا هبنكا …..إن لم أقل…. ما زلت مراهقا كبيرا بسبب رهقك وشرب الرهيق المتلف لمالك الحرام المجموع من هنا وهناك إلى أن أصبحت مرهقا ،وما خفا أقل ، وما خفي أعظم ….. أراك اليوم تقدم رجلا وتؤخر أخرى ، وفي وضعية بين الإقبال والإدبار ، والفتح والإغلاق والانغلاق والانزواء والانشقاق ،ماذا أصابك ودهاك بعد التصلف والتعنفص والتعجرف ……اا؟؟، ولكن …. جنت على أهلها براقش ..وأنصحك بهذا البيت لعلك ترعوي :.
إذا كنت في نعمة فارعها // فإن المعاصي تزيل النعم .
بل ،أنصحك بالقراءة ، وقيام الصلاة ،وتلاوة القرآن ، والتمعن في نواجبه ونجائبه لعلك تتعظ و ترعوي ، وحفظ الحكم ، والتحلي بالخلق الحسن، والقول الكريم ، ونكران الذات ، واحترام الجار ، وابحث عن الأحاديث النبوية التي تتحدث عن الجار وقيمته ودوره، ولا تكن متهورا مستصغرا الناس .وابتعد عن الكلام النابي الذي تتلفظ به ……بل تريد حتى أن تقوم بالقتل لكل من أرشدك إلى النهج القويم ،هذه الكلمات التي أوردتها هي بضاعتك ردت إليك ….، لست بواعظ ، ولكن ،أقول لك بل ؛أنبهك إلى العمل على تربية أولادك تربية حسنة ،وإلا ستكون عاقبتك وخيمة …..ودع هذه الخزعبلات والترهات الباطلة والمهاترات الفارغة …….اا ، أنسيت البيت الآتي ؟؟ يعرفه التلميذ في القسم الابتدائي ، أظن أن رأسك فارغ …لأنك ما زلت صغيرا عقلا … وإن كنت كبيرا سنا ..فلا تعرف إلا الكلام السوقي الساقط النابي….أو ذو الشيب يلعب ..؟؟؛
ألا لا يجهلن أحد علينا /// فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ثـــــم المعرّي :
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
تجاهلت حتى قيل أني جاهل
“وفي رواية؛ حتى ظن أني جاهل ”
فواعجبا .. اا كم يدعي الفضل ناقص
وواأسفا ..اا كم يظهر النقص فاضل.
5 ـــ مافيات العقارات والمخدرات
قصة المترامين على أراضي الغير قصة عجيبة ، لا يمكن فك حبكتها وعقدتها وألغازها ،هي رواية طويل مسارها ، عجيب أمرها ، غريب مضمونها ،لا يمكن فهم إسارها ، بدايتها قديمة ، شخصياتها درجت على التزوير الذي يتجلى في تغيير الحدود ، لأراضي الشياع والجدود ، واستحواذ على ملكيات قديمة والتصرف فيها بالبيع وعقد ملكيات جديدة بشهود مقابل دريهمات زهيدة ،وتزوير مراجع الرسوم ، إن هؤلاء لا يسرقون ما تنتجه أرض الغير ، لأجل الأكل بسبب الفقر ،أو الأزمة، كما يحصل اليوم في بعض الدول الغربية ،من خلا ل برنامج تلفازي ، وأين ما قاله ذلك الشيخ الهرم في العهد القديم : “غرسوا فأكلنا ..ونغرس فيأكلون ” ؟ ،وأين أيضا السابقون؛ زرعوا ونحن حصدنا ،ونحن نزرع لكي يحصد اللاحقون ؟، إنما هؤلاء يبيعون أراضي الغير لشرب الخمر في الحانات وغيرها مع البض والبم والهز والرقص بمعية العاهرات ، ومنح الأتاوى في أمكنة معينة محرمة باستدعاء أبطال لا يظهرون في هذه الرواية ـــ التي لم تكتب بعدـــ المعروفين والمشهورين بحيلهم ،تدوم عقدتها عقودا طويلة ،لأنهم يساعدونهم على الشر والظلم ،فالصراع في هذه الرواية قائم بين الإقطاعيين والطبقة الكادحة المظلومة : الفقراء واليتامى والأيامى ، والنهاية في أغلب الأحيان الفوز للظالمين ، والسجن للمظلومين ،وهذه التجربة عشناها نحن المظلومين . وتدوم القضايا أكثر من حرب البسوس وداحس والغبراء ،ولكن معظم هؤلاء نهايتهم نشاهدها اليوم ،أصبحوا لا يملكون شيئا مما ملكوا من حرام ،أصبحوا لا أرض ،ولا دار ،ولا مال ،لأن الحرام ذهب ويذهب في الحرام ، أصبحوا تعساء بعد أن كانوا ” سعداء” ،ضعفاء بعد أن كانوا أقوياء ، يدعون أمام الناس وفي المقاهي :أنا القاضي ، أنا القائد ، أنا العميد ، أنا الحاكم …..وغير ذلك من الآنات المندحرة المتلاشية الفاشلة الذاهبة مع أدراج الرياح ….. يشتاقون إلى كأس قهوة أو شاي ، بعد أن كانوا يرشفون كؤوسا من الخمرة الغالية ،وما يغدقون على أصدقائهم من أموال كانت تحمل في أكياس …خسروا كل شيء؛ حتى الأسر والأولاد والحياة الدنيا والآخرة ،فأين تصلفهم وتعنفصهم وتعجرفهم …؟؟ ،أرى/اليوم / البعض يتقربون من المظلومين ،يتوددون ، يتوسلون ، يريدون الصلح ولا أدري لماذا ؟، فهل تغيرت الفصول القانونية، أم انقلب السحر على الساحر ؟،نعم هناك ملفات قديمة يعرفها جميع الناس لم يفصل فيها لأسباب …بسبب المتحدث عنهم ..اا ،وهناك أبرياء تعرضوا للحبس ظلما ، وللتعذيب من طرف أسرهم بسبب الإرث ،من خلال ما نشر في الصحف ،وفي الأيام الأخيرة ؛أشارت إحدى الصحف إلى فتاة قاصر كانت ضحية عملية الترامي على إرثها من قبل أحد أفراد أسرتها ،وهي يتيمة الأبوين …إن الطمع مرض خطير،، يفوق الأمراض المزمنة ، لا يصيب رجلا واحدا ،وإنما يجعل أفراد الأسر الذين أصابهم الضيم يعيشون في فقر مدقع ووضعية مزرية ، يعانون من شظف العيش ، ويتضورون جوعا يعانون مما أصابهم من ضير ، ولا يستفيدون من حقهم المهضوم ،وهذا طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي عامله أعمامه بقسوة وظلم ،وهو يتيم صغير ،حيث أبوا أن يقسموا له مال أبيه فقال :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند.
6ــــ المتبجحون المفحجون
يفتخرون وهم جالسون ،ولكنهم يتوجسون فزعا، يفتخرون وهم واقفون ،ولكنهم يتقفقفون بسبب القفوف ، يفتخرون وهم سائرون ،ولكنهم تائهون ساهون ،يعددون ما ملكوا من سحت ، ليل نهار ، أين سيودعونه .وسيوظفونه ،فهم أشبه بالذي أصابه مرض فقدان الذاكرة …؟؟، يفتخرون بأموال اليتامى والأرامل والمساكين والفقراء والضعفاء في الفطور ، والغداء ، والعشاء ، داخل الدار وخارجه ،وخرجاتهم ـــ وهم بعيدون عن الأعين المعهودة، والوجوه المعروفة ـــ في المطاعم والمقاهي والحانات الفاخرة ، .يفتخرون أكلا وشربا ولباسا وسكنا وكلاما فارغا مرغيا ملغيا ساقطا ، بدون معنى ولا وزن ولا قيد …فيه لغو وروغ و رواغ وفسق وفجور ..
يفتخرون يتبجحون يتصلفون يتعنفصون ويتعجرفون إلى أن تصيبهم أمراض فقدان المناعة ،وتنخر جسومهم أمراض فتاكة ، بسبب ما أكلوا وتصرفوا فيه من حرام …لأنهم نسوا ــــ إلى أن أصابهم مرض الزهايمر ــــ الآية الكريمة “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا” ،فماذا تنتظر أيها المتعجرف السارق النصاب المسيطر على أراضي الغير من أكل النار ، فكلام الله كلام .. كلام صدق ،لا يحتمل الكذب ؟؟ .
7ـــــ البسيـــــــــــــــــط المركب المعقد
عش رجبا تر عجبا ، عش تر ما لم تر ، وكل فتاة بأبيها معجبة ، نموذج آخر من النماذج المتعجرفة ، من أين له ذلك ؟،،،وهناك كثر كثير أمثال المتحدث عنه في هذه البلدة التي ترى كل شيء ولا تنبس بكلمة ، هل لبسيط بدون مكتب أن يملك كذا وكذا ؟؟،يملك سيارات يظل يطوف ويتعجرف كشخصية بارزة ، يخدم بها أقرانه ،كل يوم وهو في شأن ، يخال نفسه نجما من نجوم السينما، أو الكرة ،يتباهى بها أمام الناس ، كأنه امتلكها من ماله الحلال ، يعاشر أهل السوء الذين يعيشون عالة على المجتمع ،وهو أيضا يتربع على كراسي المقاهي، يتجاذب أطراف الحديث ، كأنه من جهابذة المثقفين والمنظرين العارفين بأمور السياسة والفكر و النقد ،ولا أظنه ذلك ، وإنما يتحدث ويخطط لما سيكسبه ويمرطه من برطيل ، وما سيمتلطه ليطعم به سياراته ومعدته .وو…….وهكذا دأبه في البحث والتنقيب عن الضحية بل الضحايا ،وأظنه يقوم بوظيفة العلاقات الخاصة والعامة ، أو المرشد السياحي أو سمسار ،لأن الموظف يستقر في مكتبه ولا يطوف ….ولكن كل شيء في هذه المدينة الساكتة جائز ….لقد جاوز الظالمون المدى كما قال الشاعر ، فهذا مجرد موظف بسيط يريد أن يطير كعباس بن فرناس ، فدرج في ترقية سلاليم لا وجود لها في سلك الوظيفة ،لذلك ترقى من بسيط إلى مركب ثم إلى معقد ومنحط ومتأزم ….لأنه يريد أن يضمن التقاعد …. قبل حلول أوانه ….
إن الكلمة الطيبة المتواضعة ، ــــ بغض النظر عن الكلمة الباقية ،وكلمة التقوى ،والعشر كلمات ، وكلمة الله ـــــ كشجرة طيبة بثمارها وفوائدها الجمة ، ثم القول المعروف الجميل لا يتطلب درهما ولا قرشا ،ثم التواضع وهو من الأخلاق الكريمة ،ثم الآداب والمعاملة والمجادلة الحسنة ، هذه العوامل وغيرها تعمل على ارتباط أفراد الأمة ، وبعث روح الحوار والتشاور ، أما الكلام الفظ الغليظ السوقي الساقط ،فينتج عنه التنافر والتطير والنفور ، وفي الحديث ومن “لغا فلا جمعة له” ، إن الكلمة الطيبة صدقة ، إنها عند البعض شأن مقدس ،وعند المجتمع دليل الهوية والوجود .
إن بعض الشباب على المستوى العالمي ؛لا يضبط نفسه في كلامه الناتج عن تناول المحرمات التي تفسد العقول وتنهك الجسوم ،وتجعل الألسن تهرف بما لا تعرف بسبب اللغو واللغا ،وبالتالي انخفاض مستوى الدراسة والتحصيل ،بعلة ظاهرة الهدر المدرسي ….وتدني الأخلاق وانحلالها .
إن الكلمة لها قيمة كبرى ،فهي أولا لغة وأداة تواصل ـــ والعلم بدون القدرة على التواصل جهل ـــ وتفاهم وتاريخ وحضارة ، ومؤلفات ونصوص شعرية ونثرية ،وكل ما يتعلق بالجانب الإثنوغرافي ، ولكن في إطار التواضع والصدق والديمقراطية وروح الإيثار، لا بالتصلف والتعنفص والعجرفة ،وقد انتبهت بعض الدول إلى قيمة الكلمة ،لذا أرادت إنشاء متحف لها مستقبلا ،ثم جعل يوم 23نوفمبر 2013م يوما عالميا للكلمة ،وفي هذا إشارة واضحة ودلالة قوية ،لما للكلمة من قيمة إنسانية في جميع العلوم الإنسانية والدقيقة ،وفي حياة الإنسان اجتماعيا وإداريا وفي جميع الميادين والمجالات ،وفي بداية الأعمال ونهايتها ،وأثناء الذهاب إلى العمل ، أو الرجوع إلى المنزل ، أو الجلوس في المقهى ، أو أثناء السير في الشارع ،ولكن لا نطبق ذلك….لأننا ضعفاء ،ونكون أقوياء في التصلف والتعنفص والتعجرف ….ولا نكون كما قال قائل:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
يرمى بصخر فيعطي أطيب الثمر
وختامــــــــا
هذه المقالة ؛ أهديها إلى كل مواطن ببني انصار، لأنها نابعة من صميم القلب المكلوم ،بجروح غائرة لا تندمل ،بسبب اجتراح الآثام من طرف الطاغين المتجبرين الظالمين المتعجرفين الذين يعاملون الضعفاء الأبرياء ماديا ، الأقوياء إيمانا وعفافا وتنزها عن المطامع وعن ملائم الأخلاق ، معاملة سيئة دنيئة خسيسة ، تتجلى في الاعتداء على ممتلكاتهم ،وانتهاك حرماتهم ، واستفزاز مشاعرهم ، والقيام بالفساد بأنواعه ، والدعارة في المواخر ، وشرب الخمر في الحانات المستحدثة ،ابتدعوها لمناصرة مساعديهم لمواصلة الفساد والقيام بالظلم والاستبداد ، وهم في مأمن ، ويتبجحون بأموال اليتامى والفقراء ،وما ملكوا من مال حرام ، ثم يقدمونه برطيلا و”بخشيشا ” و”بقشيشا “وو…. كي لا يمسهم سوء ….،فهذه المقالة بمثابة التطهيرـــ من شرهم وبطشهم وكيدهم وضيمهم ــــ الذي هو غاية وهدف ودور الفن الأدبي بأنواعه المعروفة ، وكما قال أحد الكتاب من القرن الماضي :”أحيانا أن تكتب بالدم لا بالحبر” …. يستمرون على هذا المنوال في غياب المراقبة والمحاسبة والمعاقبة ،وترشيد النفقات والحكامة ، والشفافية ….ثم أين يذهب المال العام ..؟؟،هذه النماذج وغيرها تنتعش ،وتزداد تعجرفا في سلوكاتها المشينة لتفعل ما تريد ، ومافيات العقارات والمخدرات تزداد غنى ، وتستمر في نهب أراضي الغير ،لاعتمادها على مناصريها ومشجعيها والمدافعين عنها ،مقابل الحصول على الأموال الحرام ،أموال الأبرياء والضعفاء ، لتجزية الوقت في الفساد المنبوذ ، والملذات المحرمة قانونا وشرعا وعرفا وعقلا ومنطقا وأخلاقا …..وهذه المافيات كانت تدعي القوة ،وتنشر الرهب والرعب في جميع الأماكن العامة والخاصة ، بدون خوف ولا حياء ،كما كانت تحدث الفوضى في الأعراس بسبب سكرها الطاهل ، وتبجحها الرديغ السافل، وإغداق الأموال على الراقصات ،وهذه المافيات اندثرت لا وجود لها معظمها تعرضت لحوادث السير ،والسجن والأمراض المزمنة .والموت …..ولم يبق منها إلا بقية قليلة ،أراها تحتضر بسبب العجز والشيخوخة ،أصابها الندم حيث لا ينفع ، تريد أن تتوب ولكن شتان وأيهان ،لا يمكن أن تعوض الأضرار المادية والنفسية والصحية وغيرها… التي ألحقتها بالأسر البريئة مهما حاولت وفعلت ولن تفعل قط ،لأنها ستكشف عن ظلمها الذي اقترفته ،وهو حجة ضدها ليس في صالحها ..
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار