بقلم : محمد الهرد .- جريدة البديل السياسي
في ظل التحولات العمرانية المتسارعة، والدينامية السياحية المتزايدة التي تشهدها جوهرة الشرق السعيدية، يبرز سؤال ملح ووجيه: أليس من حق هذه المدينة أن تُمنح وضعًا إداريًا مستقلاً يرتقي بها إلى مستوى عمالة قائمة الذات، تفك الارتباط الإداري التقليدي بكل من بركان ووجدة، وتمنحها دفعة قوية نحو مستقبل تنموي أكثر عدلاً وإنصافًا؟ إن الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد، حين أشار جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى أن “المغرب يسير بسرعتين”، كان رسالة واضحة وصريحة، تستدعي من الجهات المعنية وقفة تأمل وجرأة في اتخاذ القرار.
فإدماج جهة الشرق، وضمنها السعيدية، في مغرب الفرص والمبادرات يتطلب إرادة سياسية حقيقية، ومبادرة آنية، لا تؤجل إلى الغد. إن إحداث عمالة في السعيدية لم يعد ترفًا إداريًا، بل ضرورة تنموية ملحة، لعدة اعتبارات.
تقريب الإدارة من المواطن، وتحسين جودة الخدمات العمومية. تمكين المدينة من تدبير شؤونها المحلية بفعالية ونجاعة، وفق خصوصياتها السياحية والاقتصادية. استيعاب حاجيات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي تتوافد بالآلاف كل صيف وتنعش الحركة الاقتصادية محليًا. رفع التهميش الإداري والتمثيلي عن مدينة أصبحت من أبرز الواجهات السياحية للمملكة.
فهل تتحرك الجهات الوصية، وتلتقط الإشارة الملكية، وتُبادر إلى تنزيل هذا المطلب المشروع؟ وهل يُنصف المغرب السريع شقيقه الآخر، ويمنح السعيدية المكانة التي تستحقها ضمن خريطة التنمية الوطنية؟ لقد آن الأوان… الآن، وليس غدآ.
تعليقات
0