جريدة البديل السياسي – بقلم / حليمة صومعي.
لم يَعُد ما نراه اليوم مجرد أخطاء عابرة أو سوء تدبير، بل تحوّل إلى مسلسل طويل من التلاعبات التي لا تُبقي ولا تذر.
السياسة، الاقتصاد، العمل الجمعوي، وحتى المهرجانات الثقافية والفنية… جميعها أصبحت حلقات في سلسلة واحدة، عنوانها العريض: المصالح أولاً.
في المشهد السياسي، تُرتَّب الأوراق وتُوزَّع الأدوار قبل موعد أي انتخابات، وكأن النتائج تُحسم خلف الأبواب المغلقة قبل أن يفتح المواطن صندوق الاقتراع. في الاقتصاد، تُوجَّه الاستثمارات والمشاريع حيث تُخدم المصالح، لا حيث تشتد الحاجة.
وفي الجمعيات، يُستَعمل شعار “التنمية” لتلميع صور شخصية، بينما الهدف الحقيقي هو التمويلات والدعم. حتى المهرجانات، التي من المفترض أن تكون متنفساً للثقافة والفن، تحولت إلى منصات لبناء الشبكات الانتخابية، أو لتصفية حسابات سياسية في لباس “الفرجة”. أما المواطن، فبقي حبيس دور المتفرج في مسرحية لا يملك فيها لا نصاً ولا سلطة إيقاف العرض.
الخلاصة أن ما يحدث اليوم ليس مجرد لعب… بل لعب كبير، محكم الإخراج، حيث كل طرف يسعى لإلغاء الآخر بلغته ووسائله، ولم يتركوا قطاعاً لم تصل إليه أيديهم.
تعليقات
0