جريدة البديل السياسي |البديل الرياضي

كأس العالم للأندية: ضربة معلم من إنفانتينو ضد مشروع السوبر ليغ.

509924305_1227087455828615_7067905776513178842_n

جريدة البديل السياسي  – بقلم: عثمان بنمنصور.

في خطوة يمكن وصفها بالاستراتيجية والذكية، أثبت رئيس الاتحا د الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو أن الفيفا ما زالت تمتلك أوراقًا قوية لإعادة رسم خريطة كرة القدم العالمية، وذلك من خلال إطلاق النسخة الجديدة والموسعة من كأس العالم للأندية.

ليست هذه المسابقة مجرّد بطولة أخرى تُضاف إلى رزنامة مزدحمة، بل هي مشروع مضاد بامتياز لـ”السوبر ليغ الأوروبية”، التي لطالما روّج لها كبار الأندية الأوروبية بدعوى أن دوري أبطال أوروبا لم يعد يلبي طموحاتهم المالية والتنافسية.

في النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، لم تعد الهيمنة الأوروبية أمرًا مسلّمًا به. بل رأينا العكس تمامًا: ريال مدريد تعادل مع الهلال السعودي، باريس سان جيرمان سقط أمام بوتافوغو البرازيلي، وإنتر ميلان تعادل مع مونتيري المكسيكي، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول “أسطورة” تفوق الأندية الأوروبية على نظيراتها من باقي القارات.

لقد استطاع إنفانتينو، عبر هذه البطولة، أن يُعيد الاعتبار لأندية أمريكا الجنوبية، آسيا، وإفريقيا، ويُظهر أن كرة القدم الحقيقية لا تُختصر في أوروبا فقط. نظام التأهل في هذه البطولة يُمثل قيمة مضافة لكرة القدم، إذ أن كل نادٍ مشارك هو بطل قاري حقيقي، ما يعني أنه اجتاز طريقًا صعبًا مليئًا بالتحديات.

هذا يجعل من جودة المنافسين أقرب حتى من كأس العالم للمنتخبات، حيث يمكن التأهل أحيانًا عبر مجموعة سهلة أو تصفيات محدودة. هنا، لا مجال للصدفة، فقط الأقوى والأجدر يصلون.

المباريات في هذه النسخة كانت بمستوى عالٍ جدًا، تُضاهي نهائيات كأس العالم ودوري الأبطال الأوروبي.

مواجهة باريس سان جيرمان ضد بوتافوغو كانت ملحمية، أظهرت مدى تطور الكرة البرازيلية الحديثة، ولقاء بنفيكا مع بوكا جونيورز كان درسًا في التكتيك والروح القتالية، يعيد للأذهان كلاسيكيات الزمن الجميل.

. السوبر ليغ كان مشروعًا احتكاريًا، يُقصي البقية ويمنح الصفوة فقط شرف المنافسة.

أما إنفانتينو، فقد حوّل كأس العالم للأندية إلى بطولة ديمقراطية، عالمية، تمنح كل قارة صوتها وتعيد التوازن للكوكب الكروي. كأس العالم الجديدة للأندية ليست مجرد بطولة، بل هي رؤية.

رؤية تُجسد عالمية اللعبة، تُكافئ الأجدر، وتُكرّس مبدأ التعددية الكروية. إنها بطولة لها مستقبل كبير، وحجر أساس في عصر كروي جديد، يقوده جياني إنفانتينو بدهاء، ويعيدنا إلى جوهر كرة القدم: المنافسة العادلة، والعالمية الحقيقية

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي