جريدة البديل السياسي- نورالدين عمار.
تحقيقات تكشف خروقات جسيمة في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية… ومسؤولون كبار في قلب العاصفة عاد من جديد إلى واجهة الرأي العام بإقليم الجديدة ملف مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهذه المرة ليس فقط بسبب تعثر المشاريع أو ضعف أثرها التنموي، بل بسبب معطيات خطيرة كشفت عنها تقارير رقابية وتحقيقات رسمية، تشير إلى وجود اختلالات جسيمة واختلاسات محتملة، طالت تمويلات بملايين الدراهم.
تقرير صادم للمجلس الجهوي للحسابات: أكثر من 1000 ملاحظة رقابية بداية الانفجار تعود إلى تقرير صادر عن المجلس الجهوي للحسابات بجهة الدار البيضاء – سطات، الذي رصد أزيد من 1000 ملاحظة رقابية حول تدبير وتمويل المشاريع الاجتماعية في عمالة الجديدة، خلال فترة العامل السابق محمد الكروج.
التقرير أشار إلى غياب الشفافية في تفويت المشاريع، وتمويل مبادرات لا وجود لها على أرض الواقع، واستفادة جمعيات حديثة العهد، بعضها أسس فقط على الورق، من مبالغ ضخمة دون أي تتبع أو مراقبة فعالة.
النتائج الأولية للتحقيقات دفعت السلطات إلى توقيف ثلاثة مسؤولين بارزين: رئيس القسم الاجتماعي، رئيس القسم الثقافي، وموظف إداري، وذلك على خلفية اتهامات بالإخلال بالواجب المهني، والتقصير في الرقابة الإدارية، والاشتباه في التورط في تمويل مشاريع “وهمية”. العامل الحالي لإقليم الجديدة، محمد العطفاوي، وصف تلك المشاريع بأنها “هياكل على الورق”، مشدداً على أن عشرات الملفات لا تملك أي أثر فعلي في الميدان، رغم تلقيها تمويلاً من صندوق المبادرة.
وفق معطيات التقرير الرقابي، فإن العديد من الجمعيات المستفيدة تم تأسيسها بطريقة صورية، وبعض أعضائها لم يكونوا على دراية حتى بطبيعة المشروع أو آليات تنفيذه. هذه الجمعيات تحولت إلى واجهة لتصريف الدعم، دون أن تنجز شيئاً ملموساً، ما أدى إلى تبديد كبير في المال العام، وتحويل المبادرة إلى أداة للريع بدل أن تكون رافعة للتنمية.
أمام حجم الخروقات، أحيل التقرير إلى المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية، التي شرعت فعلاً في افتحاص معمق لجميع ملفات الجمعيات والجماعات الترابية المستفيدة. كما بدأت عملية مراجعة الوثائق المحاسباتية والتأكد من مدى احترام قانون الصفقات العمومية والمحاسبة العمومية.
التحقيقات تسعى أيضاً إلى تتبع مسار تمويل المشاريع، والتحقق من مدى احترام معايير الشفافية والنجاعة، مع إمكانية ترتيب المسؤوليات ومتابعة المتورطين قضائياً إذا ثبت وجود تجاوزات.
. احتجاجات الشباب وتنديد الفاعلين المدنيين في المقابل، لم يقف الأمر عند حد التقارير الرسمية، بل شهد الإقليم موجة غضب واحتجاجات من طرف عدد من شباب الجديدة، الذين اعتبروا أنفسهم “ضحايا للإقصاء” من برامج الدعم. هؤلاء أكدوا أنهم تقدموا بمشاريع واقعية وذات جدوى، لكن تم تهميشهم لصالح “مستفيدين وهميين” أو مشاريع غير موجودة أصلاً.
جمعيات مدنية دخلت على الخط أيضاً، وطالبت وزارة الداخلية والعامل الحالي بكشف نتائج التحقيقات للرأي العام، ومحاسبة كل من تورط في تحويل ورش اجتماعي ووطني إلى “بوابة للاغتناء غير المشروع”، حسب تعبيرهم. في ظل كل هذه التطورات، يُطرح سؤال جوهري: كيف يمكن حماية أموال المبادرة الوطنية من التلاعب؟
وأين كانت أجهزة الرقابة والمحاسبة طيلة هذه السنوات؟ الرأي العام المحلي يطالب اليوم بمحاسبة المتورطين، واسترجاع الأموال المبددة، وفتح صفحة جديدة يكون فيها دعم التنمية الحقيقية أولوية، لا مجرد شعارات على الورق.
إقليم الجديدة اليوم أمام امتحان حقيقي: إما القطيعة مع الفساد، أو استمرار مسلسل التلاعب بالمشاريع العمومية في غياب رادع فعلي.
. فضائح تنموية بإقليم الجديدة: مشاريع وهمية، أموال مهدورة، ومطالب بمحاسبة المتورطين تحقيقات تكشف خروقات جسيمة في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية…
ومسؤولون كبار في قلب العاصفة عاد من جديد إلى واجهة الرأي العام بإقليم الجديدة ملف مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهذه المرة ليس فقط بسبب تعثر المشاريع أو ضعف أثرها التنموي، بل بسبب معطيات خطيرة كشفت عنها تقارير رقابية وتحقيقات رسمية، تشير إلى وجود اختلالات جسيمة واختلاسات محتملة، طالت تمويلات بملايين الدراهم. بداية الانفجار تعود إلى تقرير صادر عن المجلس الجهوي للحسابات بجهة الدار البيضاء – سطات، الذي رصد أزيد من 1000 ملاحظة رقابية حول تدبير وتمويل المشاريع الاجتماعية في عمالة الجديدة، خلال فترة العامل السابق محمد الكروج. التقرير أشار إلى غياب الشفافية في تفويت المشاريع، وتمويل مبادرات لا وجود لها على أرض الواقع، واستفادة جمعيات حديثة العهد، بعضها أسس فقط على الورق، من مبالغ ضخمة دون أي تتبع أو مراقبة فعالة.
النتائج الأولية للتحقيقات دفعت السلطات إلى توقيف ثلاثة مسؤولين بارزين: رئيس القسم الاجتماعي، رئيس القسم الثقافي، وموظف إداري، وذلك على خلفية اتهامات بالإخلال بالواجب المهني، والتقصير في الرقابة الإدارية، والاشتباه في التورط في تمويل مشاريع “وهمية”. العامل الحالي لإقليم الجديدة، محمد العطفاوي، وصف تلك المشاريع بأنها “هياكل على الورق”، مشدداً على أن عشرات الملفات لا تملك أي أثر فعلي في الميدان، رغم تلقيها تمويلاً من صندوق المبادرة.
جمعيات “صورية” وتلاعب بالتمويلات وفق معطيات التقرير الرقابي، فإن العديد من الجمعيات المستفيدة تم تأسيسها بطريقة صورية، وبعض أعضائها لم يكونوا على دراية حتى بطبيعة المشروع أو آليات تنفيذه. هذه الجمعيات تحولت إلى واجهة لتصريف الدعم، دون أن تنجز شيئاً ملموساً، ما أدى إلى تبديد كبير في المال العام، وتحويل المبادرة إلى أداة للريع بدل أن تكون رافعة للتنمية.
افتحاص موسّع وتحقيق محاسباتي أمام حجم الخروقات، أحيل التقرير إلى المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية، التي شرعت فعلاً في افتحاص معمق لجميع ملفات الجمعيات والجماعات الترابية المستفيدة. كما بدأت عملية مراجعة الوثائق المحاسباتية والتأكد من مدى احترام قانون الصفقات العمومية والمحاسبة العمومية. التحقيقات تسعى أيضاً إلى تتبع مسار تمويل المشاريع، والتحقق من مدى احترام معايير الشفافية والنجاعة، مع إمكانية ترتيب المسؤوليات ومتابعة المتورطين قضائياً إذا ثبت وجود تجاوزات.
احتجاجات الشباب وتنديد الفاعلين المدنيين في المقابل، لم يقف الأمر عند حد التقارير الرسمية، بل شهد الإقليم موجة غضب واحتجاجات من طرف عدد من شباب الجديدة، الذين اعتبروا أنفسهم “ضحايا للإقصاء” من برامج الدعم. هؤلاء أكدوا أنهم تقدموا بمشاريع واقعية وذات جدوى، لكن تم تهميشهم لصالح “مستفيدين وهميين” أو مشاريع غير موجودة أصلاً.
جمعيات مدنية دخلت على الخط أيضاً، وطالبت وزارة الداخلية والعامل الحالي بكشف نتائج التحقيقات للرأي العام، ومحاسبة كل من تورط في تحويل ورش اجتماعي ووطني إلى “بوابة للاغتناء غير المشروع”، حسب تعبيرهم. في ظل كل هذه التطورات، يُطرح سؤال جوهري: كيف يمكن حماية أموال المبادرة الوطنية من التلاعب؟ وأين كانت أجهزة الرقابة والمحاسبة طيلة هذه السنوات؟
الرأي العام المحلي يطالب اليوم بمحاسبة المتورطين، واسترجاع الأموال المبددة، وفتح صفحة جديدة يكون فيها دعم التنمية الحقيقية أولوية، لا مجرد شعارات على الورق. إقليم الجديدة اليوم أمام امتحان حقيقي: إما القطيعة مع الفساد، أو استمرار مسلسل التلاعب بالمشاريع العمومية في غياب رادع فعلي.
تعليقات
0