(صـيـــــحـــة عــــابــــرة )ـــ104 حـــال مدينتي ……./بقلم أ./ محمادي راسي

بقلم أ./ محمادي راسي- جريدة البديل السياسي

(صـيـــــحـــة عــــابــــرة )ـــ104

حـــال مدينتي ……./؛

مرنوش من أهل أفسيس في بني أنصار (2) المقالة الأخيرة .

/========================================/

يتبين أن مرنوش من أهل الوبر والحجر ، من خلال طريقة مشيته وسلوكاته ، كان يرعى المعز والأغنام ،وتساعده في ذلك الكلاب ، لأنه من البدو والرحل ، يرحل من مكان إلى آخر بحثا عن الرعي ، يقطع الوديان والأنهار، يعيش مع الحيوانات ؛مع الجمال والتيس والكلاب والحراذين والضبّان والعقارب…

يعيش عيشا قاسياشظفا، يعاني صيفا من الحرارة والعكّوب ومثار النقع ،وشتاء من الثلوج والبرد القارس والعزلة ، يئس ، مل ، سئم تكاليف العيش في هذا المناخ ، أراد أن يعيش عيشة أفضل ، فقرر أن يسافر إلى ما وراء البحار بالمغامرة والمخاطرة ، وهو لا يعرف السباحة ، ولا يجيد فن العوم ، فحل ببني انصار غريب اليد واللسان ، وجاء قد لفظ لجامه ، وهو خاوي الوفاض، بادي الإنفاض كعيسى بن هشام ،فارغ الجيبين ،خاوي الجوف والكرش ، يبحث عن لقمة عيش ؛ماء وخبز وزيت وزيتون وعش ، ومن كثرة المشي أصابه المدش ، ولما تمزقت به الأحبال ، وضحلت الآمال ،وانقطعت عنه الأسباب ، لجأ إلى وظيفة حارس ليلي ،حراسة تتطلب أن يتوفر الحارس على الكلب ، ففرح بذلك لأنه سابقا كان صديقا للكلاب عارفا بطبائعها ، مما جعله يدرب كلبه المذكور آنفا في المقالة الأولى في الحديقة كلما فرغ من العمل ….

استمر على هذا الحال ، إلى أن حلت به العطالة والبطالة ….ففكر في تجارة جديدة …..أصبح –اليوم — يدير مقهى خصصه للألعاب ….يشرع في العمل بعد الزوال إلى الفجر، يستقطب الشباب والأطفال والرجال وكل من هب ودب ،وعبر ومر…. يقوم بترويض المتهورين ، فما نوع الزبون الذي سيبقى إلى الفجر وهو يلعب فقط …

بدون أن يفكر في البحث عن العمل وكسرة جابر بن حبة …؟؟،إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ….يضاف إلى هذا أنه يزعج الجيران بأصوات وصخب اللاعبين ….هذا المقهى يحمل علامات استفهام وتأويلات …هل هو؛/ مقهى / ملجأ / فندق / حان / ووو….؟؟

، عجائب وغرائب تحدث في هذه المدينة المنسية المهمشة الواجمة والواجلة ….”عش رجبا تر عجبا “،”عش تر ما لم تر” ، “مهما تعش تره “….فسلوك مرنو ش يقال فيه :”هذا أحق منزل بترك”