جريدة البديل السياسي – بقلم: حليمة صومعي.
في مشهد مؤثر يختزل عمق الوطنية والوفاء للعدالة، وجّه الأستاذ صبري لحو، المحامي والحقوقي المعروف، كلمة حارة إلى ساكنة أغبالو، أثنى فيها على وعيهم وتحضرهم، قائلاً: “تحية خاصة وحارة لساكنة أغبالو شباباً وشيباً، نساءً ورجالاً، لقد أظهرتم قمة عالية في الرقي والتحضر، وفي المؤازرة والتضامن والتنظيم، وفي الوطنية الحقة.”
كانت كلماته رسالة امتنان مفعمة بالصدق، امتزج فيها الحس الإنساني بالروح الوطنية، وهو يشكر مختلف الأجهزة المتدخلة من السلطة المحلية بقيادة أغبالو، وأعوان السلطة، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، وكل مكونات الإدارة الترابية التي ساندت جهود إنصاف قضية الشاب الراحل. لكن اللحظة التي هزّت القلوب كانت حين صدح صبري لحو بعبارةٍ ستظل خالدة في ذاكرة العدالة: “لن نستسلم… سأخذ فأسي ومعولي… بالنبش والحفر…
من أجل تحقيق العدالة وإقامة الإنصاف لروح المغدور محمد إنو.” كلمات تختصر معاني الوفاء، وتعكس إصرار رجل آمن بأن الحق لا يُمنح، بل يُنتزع بالصبر والنضال. إنها ليست مجرد جملة عابرة، بل صرخة ضمير ونداء عدالة من محامٍ خبر دروب القانون وذاق مرارة الظلم، فصار صوته لسان المظلومين.
لقد عرفنا الأستاذ صبري لحو على الدوام مناضلاً شريفاً، وطنياً غيوراً، لا يكلّ في الدفاع عن قضايا الوطن ووحدته الترابية، ولا يتردد في الوقوف إلى جانب المقهورين والمهمّشين.
طيب القلب، رصين الفكر، يجمع بين عمق التحليل ودفء الإنسان، وبين قوة المرافعة وصدق الموقف. حديثه اليوم لم يكن مجرد خطاب قانوني، بل رسالة وجدانية تعبّر عن صمود رجلٍ لا يساوم على الحق، ولا يلين أمام العتمة. من خلال كلماته إلى ساكنة أغبالو، وجّه دعوة مفتوحة إلى كل الضمائر الحية: أن العدالة لن تُدفن ما دام هناك من يحمل فأس الحق ويؤمن بأن الحقيقة لا تموت.
رجل العدالة صبري لحو الذي اختار أن يحفر بإصراره طريق الإنصاف حتى آخر رمق، يظل رمزاً للأمل والإصرار على أن الحق مهما تأخر، فهو آتٍ لا محالة.
تعليقات
0