جريدة البديل السياسي |على مدار الســـاعة

زوارق “الفانطوم” تغزو شاطئ بوقانا من جديد.. وتنقل “الحراكة” و”الحشيش”!

fantoum-750×427-1-750×375-1-700×350

مروان الحمراني – جريدة البديل السياسي 

بين مدّ البحر وجزره، يعود اسم “الفانتوم” ليتردّد من جديد على ألسنة سكان السواحل الشرقية للمملكة، وتحديدًا في شاطئ بوقانا التابع لجماعة بوعرك بإقليم الناظور.

هناك، حيث يلتقي الرمل بالموج، تتجدد الحكاية القديمة عن زوارق سريعة تشقّ المياه كالأشباح، تحمل معها حلم العبور وأسرار التهريب في آنٍ واحد.

قبل أيام، انتشر على شبكات التواصل مقطع قصير صُوّر بهاتف نقال، يظهر فيه زورق سريع يخترق الأمواج بخفة مذهلة على مقربة من الشاطئ، في استعراض أربك المصطافين وأثار استنفارًا في صفوف عناصر المراقبة المنتشرة على طول الساحل.

مشهد لا يتجاوز ثوانٍ، لكنه أعاد إلى الواجهة قضية لم تهدأ منذ سنوات: الزوارق السريعة وشبكات التهريب التي تنشط في الظل.

مصادر محلية تشير إلى أن الزورق الظاهر في الفيديو يُرجَّح انتماؤه إلى شبكة ( حسن – البق )و( هشام – بوعرورو) و( رشيد – البقالي ) خبير في السياقة و ( سفيان – اعميروش ) و( حمي ) عابرة للحدود متخصصة في تهريب المخدرات الصلبة والبشر، تنشط بين السواحل الشمالية للمملكة والجنوب الإسباني. وتستغل هذه الشبكات الظروف الجوية السيئة أو فترات ضعف المراقبة لتنفيذ عملياتها بعيدًا عن أعين الدوريات البحرية.

نهاية الأسبوع الماضي، تحوّل شاطئ بوقانا إلى مسرح غير معلن لتحركات مكثفة لزوارق “الفانتوم”. في الجهة المقابلة، تجمّع العشرات من الشبان في نقاط تُعرف محليًا بأنها “منصّات الانطلاق” نحو أوروبا. يحملون حقائب صغيرة وأملًا كبيرًا، ينتظرون لحظة غفلة قد تختصر المسافة بين واقعٍ مأزوم وحلمٍ لا ينطفئ.

ورغم تشديد المراقبة الأمنية خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن عودة هذه الزوارق إلى الواجهة تطرح أسئلة أعمق من حدود البحر. فالقضية لم تعد فقط مسألة تهريب أو اختراق للمجال البحري، بل مرآة لأزمة اجتماعية واقتصادية تضيق فيها الخيارات أمام الشباب، فيتحول البحر من خطر إلى فرصة، ومن حاجز إلى وعدٍ بالنجاة.

في النهاية، يظل “الفانتوم” أكثر من مجرد زورق سريع؛ إنه رمز مزدوج لحلمٍ يطارد الأمل من جهة، ولواقعٍ يلاحق الممنوع من جهة أخرى. وبين أمواج بوقانا، ما زال البحر يحفظ صدى الحكايات التي تبدأ من الشاطئ ولا يُعرف أين تنتهي.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي