جريدة البديل السياسي |اجتمــاعيات

رحمك الله يا أبي الغالي سعيد شاشا… بدر شاشا

imresizer-1696453276055-600×445

جريدة البديل السياسي 
بدر شاشا 

في صباح الثلاثاء 12 ماي 2025، توقف الزمن في قلبي، وانهار كل شيء من حولي، حين غادرتني أعزّ وأغلى ما عندي، والدي الحنون سعيد شاشا، الرجل الذي لم يكن مجرد أب، بل كان سنداً، وصاحباً، وملاذاً، ونوراً يضيء لي الطريق. رحل أبي بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، لكن حتى في لحظات ألمه، لم أسمع منه سوى الحمد والشكر لله، بقلبٍ راضٍ قنوع، مليء بالإيمان والثبات.

أبي لم يكن إنساناً عادياً، بل كان قدوة في الصبر والرضا، لم يعرف الشكوى، ولم يتأفف من ضيق أو وجع، بل كان دائم الحمد، يتعامل مع الحياة بقناعة نادرة، ورضا لا يضاهى. كان رجلاً بسيطاً في ظاهره، عظيماً في جوهره، يحمل في قلبه حباً صادقاً لكل من حوله، ويمنحهم من دفء روحه وحنانه بلا مقابل.

كنت كلما نظرت إلى وجهه، رأيت الطمأنينة مجسدة، ورأيت في كلماته البسيطة دروساً في الرضا والإيمان. كم كان حنوناً، كم كان قلبه واسعاً، يحتضننا بحبه وصوته ووجوده فقط. لم يكن يتكلم كثيراً، لكن حضوره كان يغني عن كل الكلمات. كان صوته هادئاً، لكن أثره كان عميقاً في النفس، لا يزول.

يا أبي، كم أفتقدك اليوم… أشتاق لضحكتك، لحنانك، لنظراتك التي كانت تطمئنني دون أن تنطق، ولدعائك الذي كنت أشعر أنه يحرسني في كل لحظة. لم أكن أتصور أن يأتي يوم أكتب فيه عنك بصيغة الغائب، لكني مؤمن أن روحك الطيبة لم تغب، بل صعدت إلى رب كريم، كنت تحمده دائماً، وتؤمن بعدله وحكمته في السراء والضراء.

أسأل الله أن يجزيك عنّا خير الجزاء، وأن يجعل مرضك كفارة لك، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يرفع مقامك في عليين، مع الصديقين والشهداء والصالحين. رحمك الله يا أبي، يا أطيب القلوب، ويا أنقى الأرواح، وستبقى في قلبي حيّاً، ما حييت.

أدعو له بالمغفرة

إنا لله وإنا إليه راجعون

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي