جريدة البديل السياسي |ضيف البديل

حلقات من “الضفة الكافرة” حول “ظهور المنهج الكافر”. الجزء الثالث:بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

289781605_621669736278004_2053491379452863334_n

بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

حلقات من “الضفة الكافرة” حول “ظهور المنهج الكافر”.

الجزء الثالث:

نبهني احد الاصدقاء صباح هذا اليوم اني اهملت الجزء الثالث من حلقاتي حول “ظهور المنهج الكافر”

بالفعل كانت هناك اهتمامات بقضايا من وطني اعطيتها الاسبقية كما تزامنت مع انشغالات شخصية الى درجة لم اتذكر اني وعدت بكتابة الجزء الثالث يخص ظهور” المنهج الكافر” هناك “والمنهج الايماني”.

هنا.

راجعت اخر ماذيلت به الجزء الثاني فوجدت نفسي اني قلت بالحرف مايلي:” في الضفة الكافرة تراجعت الكنيسة الى الوراء تاركة المكان للعقل في ان يشتغل بكامل حريته ولو كان الموضوع هو اللاهوت المسيحي نفسه”.

كيف؟

الاستفهام يضطرني الى الاجابة المباشرة ،ولكن حدث معي ان وقعت في تجربة فكرية غريبة اطلق عليها “فكر للذات في افكار ذاتية” لست ادري ان كان هناك سبق لهذا الحدس الذاتي اذ اشعر داخليا باستغراب لم استطع فك طلاسيمه، الاستغراب حول كيف لم يتراجع العقل الاروبي امام هجوم الكنيسة وتطور بشكل ملفت على يد فيلسوفين في البداية هناك في الضفة الكافرة ،بينما تراجع العقل العربي الى الوراء تحت هجوم فقيه او فقيهين ولم يصمد هذا العقل بعد ذلك امام ضربات الشيوخ.؟

الهجوم على العقل هنا او هناك كان مسنودا بالسلطة ولكن هناك تقدم وهنا تراجع. الامر غير طبيعي ابدا، لابد من الاشارة الى تخلف البنيات عندنا، كان الامر كذلك في الضفة الاخرى، ولكن لابد ان نسجل عندنا تبجيل الشيوخ والفقهاء ورفع مقامهم ومكانتهم في المجتمع ضدا على الاستاذة والاطباء والخبراء والعلماء، مقامهم عالي حتى في المادب الخاصة. هناك حظي الاطباء والاساتذة والعلماء بالتبجيل وبخس دور الاساقفة، انظروا موليير كيف احتقر مهمة القس وفضح “عورة تقواه” في مسرحيته الخالدة “طرطوف”.

“المنهج الكافر” تاسس على يد شخصيتين فذتين على صعيد الابداع العقلي في اروبا عصر النهضة، انهما وكما اشرت الى ذلك في تدوينة سابقة :

فرنسيس بيكون.

و

رونيه ديكارت.

اثنان فقط مكنا العقل من الانطلاق بدون توقف مع صيانة حقوقه في ان يفكر بكل حرية، هما اثنان رغم حشمتهما في التنكر لكل الارث المدرسي عبر مغازلة اللاهوت بخصوص ترك بعض الادوار للاله ،ولكن الطريق الفلسفي الذي دشناه كان معبدا كي لايترك اية دور للكنيسة في استجداء اي طريقة للمعرفة خارج ما ابتكراه في المنهج التجريبي عند فرنسيس بيكون او المنهج العقلي عند ديكارت.

في الجزء الرابع سنرى كيف؟

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي