جريدة البديل السياسي- بقلم رشيد اخراز / جرادة
في المغرب، يقف حارس الأمن الخاص ساعات طويلة، صامتًا في وجه الزمن، محاصرًا بسلسلة من القيود التي تجرده من أبسط حقوقه كإنسان. 365 يومًا في السنة، دون عطلة، دون إذن بالسفر، ودون حتى حق في المرض.
عمله لا يسمح له بالاستمتاع بوجباته اليومية كما يفعل باقي البشر.
يمتد يوم العمل الواحد لـ 12 ساعة متواصلة من الاستغلال، وسط ضغط نفسي خانق، وإهانات متكررة، ومخاطر مهنية جمة، في غياب تام لأي تغطية صحية تحميه من تقلبات القدر. وتزداد قسوة هذه الساعات تحت شمس الصيف الحارقة وبرد الشتاء القارس، بينما يظل الحارس واقفًا في موقعه، محاصرًا بالقمع ومحرومًا من الراحة، حتى ولو لقيلولة بسيطة.
كل هذا العناء، وكل هذه التضحيات، مقابل راتب شهري لا يرقى حتى إلى الحد الأدنى للأجور، وكأن حياة هؤلاء الحراس لا تساوي شيئًا في ميزان العدالة الاجتماعية.
يتساءل الكثيرون منهم بمرارة: هل لنا أجساد وأرواح وعائلات مثل باقي المواطنين؟ وهل أبناءنا يرون فينا الآباء الحاضرين كما يفعل باقي الأطفال؟
وسط هذه الصورة القاتمة، يبقى حارس الأمن الخاص في المغرب شاهدًا صامتًا على واقع مأساوي يستدعي وقفة تأمل جماعية، وإصلاحًا حقيقيًا يضمن له كرامته وحقوقه كباقي أبناء الوطن
تعليقات
0