فؤاد جوهر -جريدة البديل السياسي .
مع اشتداد موجات الحر، وجهت الأسر المغربية بوصلتها نحو شواطئ المغرب الشرقي مثل رأس الماء واركمان بالناظور، فرارا من لهيب المدن وطلبا لنسمة بحر قد تعيد التوازن إلى أيام الصيف اللاهبة، غير أن ما لم يكن في الحسبان هو حرارة من نوع آخر،حرارة الأسعار التي أفسدت على المصطافين متعة الإصطياف.
مطاعم هذه المناطق الساحلية، لم يعد ثمن الوجبة البحرية يقتصر على طراوتها أو نكهتها، بل صار يقاس بمدى استعداد الزبون لتحمل صدمة الفاتورة. فالأسعار، بحسب ما رصده زائرون التقت بهم جريدة البديل السياسي وصلت إلى حدود غير مبررة، حيث بلغ ثمن الكيلو الواحد من “السمك المختلط” 180 درهماً، في حين قفزت قنينة الماء إلى 12 درهما.
وفي شاطئ السعيدية القريب من بركان، لم تكن الصورة أقل صدمة. فالإقبال على المطاعم الشاطئية تراجع بشكل واضح، وعوض أن تتحول هذه الفضاءات إلى فضاء للراحة والاستجمام، باتت محلا للمفاجآت غير السارة على مستوى الأسعار.
وهو ما دفع العديد من الأسر إلى تبني بدائل أكثر اقتصادية، كجلب الوجبات من المنازل أو الاقتصار على شوايات السردين المتاحة مقابل تجاهل تام لما يسمى بـالسمك المختلط او “فريتورا” الذي تحول من طبق شهي إلى عبء ثقيل على الجيوب.
وفي ظل هذا الواقع، بدأت أصوات المصطافين تتعالى على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بضرورة تدخل السلطات المعنية لوضع حد لجشع بعض أرباب المطاعم الموسمية، وفرض تسعيرة منطقية تحفظ التوازن بين حق المهنيين في الربح وحق الأسر في الإصطياف بكرامة. متتبعون يرون أن على الجهات المعنية التحرك سريعا قبل أن يصبِح البحر مجرد خلفية لصور السندويشات المنزلية، وتتحول الشواطئ إلى متنفس بلا طعم ولا نكهة.
تعليقات
0