جريدة البديل السياسي
أكدت مصادر جيدة الاطلاع «للجريدة » أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أسدلت الستار، في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، على ملف جريمة القتل التي أودت بحياة فتاة، ويتابع فيه أب وابنه وصديقه وفتاة صديقة للضحية، وأصدرت الهيئة في حقهم أحكاما قضائية تتراوح بين سنتين حبسا نافذا و12 سنة سجنا، وبلغت في مجموعها 25 سنة.
وأدانت الهيئة القضائية المذكورة المتهمين الرئيسيين الثلاثة في الملف، المتابعين في وضعية اعتقال بالمركز السجني تامسنا، بالسجن النافذ لمدة تسع سنوات في حق الأب، و12 سجنا نافذا في حق ابنه، فيما وزعت أربع سنوات حبسا نافذا بالتساوي على صديق الأب وصديقة الضحية التي تابعتها المحكمة في حالة سراح.
وتابعت المحكمة المتهمين الأربعة، الذين أنهوا جلسة خمرية بجريمة قتل، بتهمة الإيذاء العمدي المفضي للموت دون نية إحداثه والمشاركة.
وتعود تفاصيل هذه الواقعة الى أكتوبر من سنة 2024، حيث اهتزت منطقة أيت يدين، التابعة ترابيا لإقليم الخميسات، على وقع مصرع فتاة في العشرينات من عمرها، بعد مطاردة سيارة خفيفة كانت على متنها رفقة صديقتها وشخص آخر، كشفت التحريات أنه كان بصدد اختطافهما وإبعادهما عن المتهم الرئيسي، بعد نشوب خلاف حاد بين هذا الأخير ومختطف الفتاتين في نهاية جلسة خمرية ماجنة احتضنها منزل مملوك لأحد المتهمين.
وضمن تفاصيل إضافية وردت في محاضر الاستماع إلى المتهمين، أقام شخص في الخمسينات من عمره جلسة خمرية بمنزله بمنطقة أيت يدين ضواحي الخميسات، ضمت صديقه وفتاتين، وبعد تناول كميات كبيرة من المشروبات الكحولية والمخدرات، عبر صديق المتهم عن رغبته في مغادرة المنزل واصطحاب خليلة صديقه الخمسيني معه، وهو الطلب الذي رفضه هذا الأخير، ما نجم عنه نزاع حاد بين الطرفين تحول إلى اعتداء على صاحب المنزل من طرف صديقه الذي تمكن من الفرار عبر سيارة خفيفة وبرفقته الفتاتان.
المعني صاحب البيت، الذي تعرض للضرب وسلبت منه خليلته، اتصل بابنه وأخبره بتفاصيل الاعتداء، ملتمسا منه التدخل للانتقام واسترجاع الفتاة التي اختطفها منه صديقه، لتبدأ فصول مطاردة جديدة بين الابن وصديق والده، انتهت بانقلاب سيارة هذا الأخير التي كان على متنها رفقة الفتاتين، ما تسبب في إصابات جد خطيرة لركابها انتهت بوفاة فتاة بعد نقلها الى المستشفى متأثرة بتداعيات الإصابة البالغة التي تعرضت لها في الرأس.
وباشرت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي أيت يدين، التابع لسرية تيفلت، أبحاثها في النازلة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حيث تم فك لغز هذه الجريمة من خلال استنطاق كل المعنيين بالجلسة الخمرية، وما تبعها من مواجهات انطلقت بالخلاف حول الفتاة، ثم مطاردة «هوليودية» على الطريق في وقت متأخر من الليل، انتهت بفاجعة بعد انقلاب السيارة ووفاة فتاة في العشرينات من عمرها.
وتقاسم صديق المتهم الرئيسي كل التفاصيل المرتبطة بالجريمة، إذ أكد أنه حاول مغادرة موقع الجلسة الخمرية، واصطحاب الفتاتين معه بناء على رغبتهما، إلا أن صديقه صاحب البيت رفض خروج الفتاتين من المنزل، خاصة خليلته العشرينية، قبل أن يستدعي ابنه العشريني الذي تعقب سيارته وتسبب في انقلابها، حيث تعرضت إحدى الفتاتين اللتين كانتا برفقته لإصابة بالغة في الرأس أودت بحياتها بعد وصولها إلى المستشفى.
وكان قاضي التحقيق قرر، بعد إحالة المتهمين الأربعة عليه من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وهم الأب وابنه وصديقه وفتاة، متابعتهم بتهمة الايذاء العمدي المفضي للموت دون نية إحداثه، وهو التكييف الذي ترتبت عنه عقوبات مخففة في حق المتهمين الرئيسيين، وهما الأب وابنه اللذان وزعت عليهما المحكمة 21 سنة سجنا 12 سنة منها في حق الابن و9 سنوات سجنا في حق والده، فيما أدانت الهيئة القضائية صديق المتهم الرئيسي بسنتين حبسا نافذا، وهي العقوبة نفسها التي شملت الفتاة الثانية بعد متابعتها في حالة سراح بتهمة عدم التبليغ والمشاركة.
تعليقات
0