جغـــــــــرافية مديــــــــــنتي &&&&&&&&&&&& خـــــــــواطــــــــــر شعنثرية : بقلم ذ .محمادي راسي
جريدة البديل السياسي : بقلم ذ .محمادي راسي
جغـــــــــرافية مديــــــــــنتي
&&&&&&&&&&&&
خـــــــــواطــــــــــر شعنثرية """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تـــــــــوطئة :
جغرافية مدينتي الجميلة ؛ مرابعها / مراتعها / مرنعاتها /جبالها / وهادها / بحرها / بحيرتها / نحيرتها ،،،،، تضيع بين الترامي والتطفل وسوء التدبير والتسيير، وبين الإهمال المستمر ، والأنانية الفارغة القاتلة ، والنرجسية الفاشلة ، والذات العاجزة ، وغياب الوعي الثقافي والسياسي والوطني ، وانتشار وازدياد المتهورين /الانتهازيين /الفاسقين/ المتلاعبين/ بمصلحة المدينة والمواطنين والوطن ، وبأزمة الإنسان المثقف الغيور الذي سيسبر أغوارها ، وسيحلل وسيناقش حالتها وأسس بنيتها ، بهذا وهذه ،وذاك وتلك ،تتقهقر اجتماعيا /أخلاقيا /ثقافيا / سياسيا/ اقتصاديا/ سياحيا /عمرانيا /صحيا /رياضيا /فنيا …وهلم جرا ومصدرا صناعيا … إننا أحيانا نناقش المشاكل العظمى والقضايا الكبرى عالميا ، وننسى مشاكل جغرافية مدينتنا وما ينتظرها من إصلاح وتنمية في جميع الميادين …
لــــــــوحـــــــــــات ؛
1
أشجار، أحجار و صبار.
وهاد و نجاد.
بين كوركو والهضاب ؛
ينابيع ، آبار ، عيون ، ووديان ؛
وديان تفيض شتاء،
كلما نزلت الأمطار مدرارا،
تفرح النساء،
بالمياه الجارية الرقراقة ،
رمز الخصوبة والحياة،
" كأنهن أمام النيل ،النهر الخالد"
رغم صفائها وجريانها ،
وخريرها وتدفقها ،
تفنى وهي تصب في البحيرة الهادئة ،
وتنضب ؛ربيعا صيفا وخريفا،
في نضبها يأتي اليأس والحزن ،
وتقحط المروج ،
بل تموت وهي في ربيعها ،
كوركو بحصنه المتين ،
يحرس هضبة تلاوين ،
على ألأحناء؛ ملاو وألواء،
حشرات ، ووحيش ،
أعشاب ، براعم ، وجمز ،
شمس ساطعة ، بحيرة هادئة ،
بحر أزرق رقراق ،
وحي للشعراء ،
شاطيء شاسع ،
ملاذ للحالمين ،
حلزونيات متراصة مرصعة ،
وصدف بيض ناصعة ، ورمال ذهبية .
أبو خديج ، نوارس ، ونحم ،
بطاط ، وزات ، زماميج ، وعلاجيم ،
طيور في ائتلافها وتلاوينها ،
انسجام ، ووئام ،
جميلة بأشكالها وألوانها ،
لا يبدو أمامها ،
للطاووس المغرور أثر،
ولا للببغاء المردد المندحر ،
ولا للحرباء المتقلب المندثر
أما قنفذ الليل الجوالة الجوابة ….
والصؤول ، فلا أثر ،
ولا خبر ،ولا نشر ….
و"عند جهينة الخبر" ….
غابات شاسعات ،
تلوثها ،تحرقها أحيانا ،
خباشات تنتظر الإبحار ،
إلى ما وراء البحار….
2
بوقانا الوديعة الجميلة ،
،ربيعا ،خريفا وصيفا ،
يلوث ساحلها ،
بزجاجات منطرحة ،
تدرن الرمال النقية ،
التي لا ترضى ،
بالتبول والتغوط والدنس ،
وحتى أديم اليم البشوش ،
والصعيد الطاهر النقي ،
الذي سنرجع إليه قاطبة ،
مدينتي تعرف الجبال والهضاب ،
الصامدة الصامتة ،
والبحر المتحرك المضطرب ،
بين المد والجزر،
يلفظ في بعض الأحايين ،
جثامين البحارة والمهاجرين ،
في أحشائه ترقص الحيتان ،
التي تصارع العلاجم العاتية ،
وقت الهيجان،
في مرامي المدينة ،
أعلام بأسماء استعمارية ،
جراء لعنة الحماية الملعونة ،
تبكي اليوم وهي ثكلى يتيمة ،
على مليلية السليبة المغتصبة ….
التي هي من بطنها،
وأطرافها وجغرافيتها .
3
زرافات وفرادى ،
زمر وأحاد من البشر،
تتحرك كالنمل ،صباح مساء ،
قوافل من السيارات واقفة ليلا،
تنتظر العبور إلى مليلية صباحا ،
ساعات من الانتظار،
من أجل العمل والتسوق ،
والتهريب المعيشي ،
للحصول على لقمة جابر بن حبة ،
على الطرق قتلى وجرحى ،
في غياب الإشارات والتشوير،
يزداد عدد الثكالى ، اليتامى و الأيامى ،
كأننا في حرب ضروس .
4
مكاننا الجميل صار مدنسا ،
وزماننا المسافر لا يعود،
أصبح نسيا منسيا ..
بين المكان والزمان ،
يضيع المبدع ؛
الكاتب والشاعر والفنان…
يتيه بين الأزقة ،
والجنان والغدران ،
في البحث عن الذات ،
ووصف جغرافية المدينة ،
والتغني بها، وما يعتريها
من جوارح ،
وجراحات وتباريح ،
تضيع المدينة بين نباح الكلاب وتهارشها ،
ونهيق الحمور والحمائر في المحاجر ،
إنها أزمة الإنسان والحيوان ،
والزمان والمكان ،
يعيش المثقف مهمشا ،
حسيرا كسيرا ،
منهدم الجفر،
يموت واقفا جميسا ،
لا مكان للرسم والشعر والفن ،
والتثقيف والترفيه ،
يضيع الشباب بين الأقراص
المهلوسة ،
والحقن السامة القاتلة ،
ينسى جغرافية مدينته وشأنها ،
حتى محتده ،ومسقط رأسه ،
يضيع اليتيم والأرملة و الضيكل ،
يبحثون في قمامات الكناسة ،
وأهل الشأن في عمية ،
و تعامش كأنهم عميان ،
يسود الانحلال والاختلال ،
والإغفال والإهمال،
والانزواء والانزياح …
حتى الأوابد رحلت كالقواطع ،
والحمام رمز السلام ،
هجر التمراد والمحجر،
والفراشات النقيات ،
لم تجد زهورا ،
والنحل لم يجد رحيقا ،
في الروض الأشخم ،
لم تبق إلا الكلاب ..
المنتشرة هنا هناك …
الكل رحل عن جغرافية مدينتي،
خوفا من سلوكات البطش ،
وهروبا من الهواء الملوث ،
وما بالأرض من سرجين وروث،
مدينتنا أغنية بلا لحن ،
بلا كلمات ، بلا جوقة ،
بلا نغم وانسجام وتناغم ،
موقعها المغري المغوي ،
جنى عليها ،
شدوا الرحال إليها ،
من سلمية ،وكاولاك ……
فرحل الهدوء،
قل الحياء ،
أفل الأدب،
انسلخ الجمال ،
غاب الانضباط ،
ونما الفحش في أقاصيها ،
وأواسطها وأدانيها ،
إلى أن توشغت بالسوء والوسخ
…..
5
إذا جن الليل خرج الجن ،
والإبليس والشيطان ،
والفئران والجرذان ،
والمناجذ والقنافذ ،
لتقرأ جغرافية المدينة من جديد،
والخفافيش والوطاويط والخطاطيف ،
تريد النفاذ من النوافذ ….
محطات ليلية ،
للركوب والنزول ،
جيئة وذهابا ،
كفرس امرئ القيس ،
مهاتفات وتهافتات ،
كبورصات القيم ،
في الهواء الطلق ،
بين الليل والنهار ،
مفارقات وسلبيات ،
عجائب وغرائب ،
تحضر الروامس ،
للبحث عن الملذات واللبانات ،
وتأتي الكلاب للتعاظل ،
كل شيء متاح ومباح ،
في جغرافية مدينتي …
6
نفجت الرياح ،
فسفت الجبال والهضاب،
والشوارع والساحات ،
قلعت الجعفيليات والطفيليات ،
ولما بغرت السماء ،
غسلت الأدران ،
وما عجز عنه الإنسان….
جرفتها إلى البحار….
بعيدة عن الأنظار…
7
أصبحنا لا شيء يذكر،
أجسادا بلا عقول ،
وبلا أرواح ،
كتماثيل نحات ،
في شوارع وساحات وباحات ،
جامدات صامتات مشلولات ،
نبسا ،وحركة ، وإشارة ،
وكتابة ،ورسما ….
تسفيها النكباء …
تسلح عليها
الطيور …
في الهواء الطلق …
تبدو في بجاد شابه الرمادي والأبيض …
8
أين نصب تذكار وتذكير ،
لمعركة "إغزار أنوشن "الموعود؟
وأين نصب تذكار وتذكير،
لمعركة "سيدي ورياش"المنتظر؟
بأين وأين …
كأني أبو البقاء الرندي ،
في تسآله عن المدن الأندلسية ….
بهذا التغاضي والتسويف إهمال،
بل ،
إقبار لتاريخ وجغرافية مدينتي ،
ولرجالاتها ومجاهديها ،
وحرمان للأجيال القادمة،
من الأرشيف والذاكرة التاريخية .
9
منذ الفنيقيين ….
وجغرافية مدينتي لم تعرف ،
ولم تذق طعم الاستقرار،
في عهد الحماية،
تعرضت للدمار،
أرضا وجوا وبحرا،
برصاص الاستعمار ،
ذلكم الاستعمار الذي لقي ،
شر الهزائم والاندحار،
على أيدي أبطال أشاوس ،
و جيش باسل ،جرار مغوار،
لأجل العيش الكريم،
والحرية والكرامة والازدهار،
نسينا المجاهدين ،
وجل الرجال الأخيار الأبرار ،
بل نسينا حتى مدينتنا ،
من أجل البناء والتثقيف والإعمار ،
بعلة الانتهازية والتغافل والإدبار،
أهملنا طبيعتها الخلابة ،
برا وبحرا بثقافة الإقبار،
كثر الدجالون والواشون ،
حتى عددنا من الأشرار،
هذا مصيرنا ووضعنا ،
وهذا من مشائية الأقدار ،
أحار في جغرافية مدينتي ،
هل نحن :من أهل الحجر،
والبدو والصبار والوبر ،
أم من أهل المدن والتمدن ،
والتحضر والحضر ..؟
10
هل سترقى مديتني
كباقي المدن ،
أم ستبقى في الإنعاش والانتظار، ؟
لا تبارحها الحمى والأنيميا ،
تصارع أوابد الدنيا ،
وتحارب الجهل ،
أم ستبقى بدون ذاكرة إلى أبد الأبود ؟؟اا
هل سترقى إلى المدن الثقافية ،
ك:ليميريك ،
بالشوارع والحدائق ،
والمناظر والإبداعات ،
والساحات والفضاءات ،
وكل ما يمت بالمدينة ،
من إرثها الحضاري ،
والثقافي والفني …
إلى :
جغرافيتها الجميلة
والآثار القديمة
والمناظر الشاعرية
لا أدري ….؟؟؟
إننا سائرون فوق هذه الجغرافية
شئنا أم أبينا ،
نسير وأمامنا مناكر،
لا تقبلها العقول ،
تشمئز منها النفوس ،
ومشاهد يندى لها الجبين ،
نغدو نحن الضالون الزائغون،
وهم الجادون الصالحون ،
يقررون فيِؤشرون ….
يسيرون فيسيئون …
ولا يعرفون متى سيجتمعون….؟؟
وماذا سيقولون وسيقرأون …؟
لأنهم يرتعشون، يتلعثمون ،
يعرفون ويعترفون ،
أنهم لا يعرفون ولا يستحقون ….ااا.
فلماذا يتسابقون إلى الكراسي …؟؟
بهذا تموت قلوبنا ،
وتشقى عقولنا ،
من كمد وهم وغم ..
وما نراه من عجرفة وهجرعة …
فننسى جغرافية مدينتنا ،
ونصاب بالفشلل والملل والشلل…
إلى أن يصل الرحيل ….
كما رحل الأحباب والأهل ،
والإخوان والخلان …
وفي نفوسهم شيء من متى وحتى …اااا
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار