البديل السياسي : جمال التودي
عين على الهامش
تنحية خصوم المعارضة بالاحزاب واثارها على تفويت فرص الاصلاح السياسي والتنموي بالاقليم..!!(تاونات)
البديل السياسي : جمال التودي
كان تشي غيفارة محقا حينما امن باستمرارية العقول النيرة التي تقاوم جبروت التغيير، حيث بعث عدة رسائل تحدي الى القوى التحريفية التى تراهن على استأصال مبادئ التغيير عندما وجه لها خطابا ناريا عبر مقولته الشهيرة: ”
يمكن قطف كل الزهور، ولكن من المستحيل ايقاف زحف الربيع”، جاء سياق هذا المقتطف من الحكمة الشهيرة التي تعبر عن قناعات الثبات والصمود امام هول تقلبات المواقف السياسية حسب المواقع وتغيير القناعات وفق تقلد المناصب، استجابة لمنطوق القول المأثور الذي يلخص الحكمة الامبريالية التي تجسد الطرح البرغماتي للقوى السياسية التي تدين بمنطق المصالح الضيقة والمبنية على القول المأثور الذي يقر بأن ” لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة.
ولكن هناك مصلحة دائمة”، هذا هو الشعار الذي يلخص الخرجة الاعلامية للقيادي السابق في حزب “اللامبة” سي عبد العزيز الرباح الذي أطلق العنان لتصريحات مسمومة تدشن لكليشيهات ماكرة والتي تعبر عن مواقف جاهزة لتصفية الحسابات السياسية لبعض المنافسين السابقين طبقا لتطلعاته الجديدة التي تؤسس لمشروع يرى فيه مأرب انية تخدم مصالحة الانانية، والتي تروم الى التصالح مع جيوب المقاومة التي نجحت في تطويعه.
وجعله يتبنى أفكارا كانت الى عهد قريب تدخل في خانة المدانة سياسيا، بل تندرج ضمن منظومة الثالوث المحرم التي تطوقها خطوط حمراء لايمكن القفز عنها الا بتلقي الضوء الاخضر من الدوائر التي كانت تصنف خصمنا لذوذا وفق أدبيات القاموس الاسلاموي الذي كانت الحركة الاسلامية تنهال من مبادئه الاساسية..
فعلا، فالساحة السياسية مليئة بالتناقضات بحيث يغيب عن بعض الزعامات المفبركة أدبيات الحس النقدي والتحلي بخصال القائد السياسي الذي يرجح منطق الاخلاق السياسية على منطق الانتقام الذي يظهر غياب التعايش داخل نفس المنظومة الحزبية التي من المفترض يكون فيها مساحات الاتفاق أكثر من عوامل الاختلاف.. لحيث ظهرت بوادر تصفية الحسابات السياسيوية التي تجر الملاحظ المتفحص لمقاليد الامور الى القاء نظرة موجزة حول بعض السجلات التي تخص بعض الساسة والدوائر التي تدور في فلكها، لكونها توحي بأن هناك أجندات خفية تحرك كل الاحزاب السياسية وتعمل على تصفية المنافسين والخصوم المفترضين، بعيدا عن المنافسة السياسية الشريفة التي تؤطرها اللعبة الديمقراطية في مغربنا الحبيب..
بالفعل هناك نمادج حية مستقاة من قلب بعض الاحزاب العريقة، وبشتى تلاوينها الاديولوجية، سواء كانت ذو التوجه اليميني الاسلاموي مثل حزب “اللامبة” الذي تطرح عليه أكثر من علامة استفهام في عدم الكشف عن اسباب تصفية القيادي البارز المرحوم ” باها” الذي اختفى في ظروف غامضة تبرأت منها قطارات الخليع، لان الصراع السياسي احيانا يعمي عن التفكير العقلاني، ولم نعود نمييز بين خصوم الدوائر الحزبية وخصوم الدوائر الرسمية، لكون النتيجة تعطي نفس التكهنات وتطلق العنان لسيناريوهات اكثر قتامة، حينما يتعلق الامر بزعامات وقيادات تتصف بنظافة اليد ودماثة الاخلاق السياسية، التي تفند فلتات التصريح الصحفي لخرجة السي الرباح ومن يدور في فلكه..
كما هو الشأن لحزب الواردة الذي عجز عن فرض ادبيات الصلح والتسامح مع بعض القيادات التي كانت تشكل خطرا محدقا على اشباه السياسيين الذين “مرغوا” سمعة وتاريخ حزب المعطي بوعبيد والمهدي بن باركة في الوحل، وجعلوا الحزب اليساري في الحضيض، كيف يمكن تفسير الاغتيال شبه المحتوم للقيادي “الزايدي” الذي كانت مواقفة الشجاعة وافكاره الخلاقة توحي ببزوغ خليفة المرحوم عبدالرحمان اليوسفي، لكن ايادي الغدر طالت الروح البريئة لهذا الزعيم اليساري الذي كان يمثل التيار المتزن في حزب الوغرة، بخيث تم نسج نفس سيناريو قطارات الخليع واتهام دهاليز واد الشراط في لعبة مفضوحة تأتي على خيرة المناضلين الذين أبلوا البلاء الحسن في الساحة السياسية..
هذه النمادج لم تقتصر على احزاب دون اخرى، بل حتى بعض القامات السياسية باقليم تاونات طالتها قوى الغدر وتكالبت عليها احقاد بعض المحسوبين على القوى التقدمية، يتعلق الامر بالمناضل الشهم والاستاذ الجامعي الذي كرس حياته لخدمة وطنه ومدينته، انه السيد المسعودي العياشي الذي بقيت طلاسيم تلك الحادثة المشؤومة عصية عن التفسير، والتي اقعدته بدون سابق انذار، مما حرم المدينة من قيادي عصامي كانت تقام له الدنيا ولم تقعد حين يترافع في قبة البرلمان بطرح اسئلة جريئة تحرج أعضاء الحكومة في جميع المجالات..
نعم تقاس فعالية وحنكة وتمرس البرلماني بنوع الاسئلة التي يطرحها بالمؤسسة التشريعية، كما هو الشان بصنديد اخر من صناديد اقليم تاونات الذي سطع نجمه في قبة الر لمان، وجعل بعض الاصوات المتكرة تتحرك لتشويه سمعته، لا لشيء سوى انه نجرأ على طرح أسئلة كتابية وأخرى شفوية للدفاع عن مخططات تنموية انحازت عن هدفها الذي أسست من أحله، أنه القيادي الصاعد الذي يحاول السير على منوال السي المسعودي، شفاه الله وعفاه، يتعلق الامر بالبرلماني نور الدين اقشيبل الذي قاوم مكر زعامات حزب المصباح الذين هاجموه بشتى الوسائل والطرق حتى غادرهم مكرها، حسب شهادة بعض قياديي المصباح..
نعم، لقد قدم هذا الرجل ولاية مشرفة من خلال أنواع الاسئلة التي يطرحها على اعضاء الحكومة، كانت اخرها تلك الموجهة للسيد وزير الفلاحة حول المخطط الاخطر واثاره الوخيمة على القدرة الشرائية للمواطنين، كما قدم سؤوال مهم حول مصير النواة الجامعية باقليم تاونات، وامكانية اخراجها لانقاد الماءات الطلبة من الهدر الجامعي..مثل هذه البروفيلات اوجعت سي الرباح، بحيث أطلق العنان لتصريحات واهية يريد منها النيل من الرجل.
بل تذهب به العقلية الانتقامية للخصوم السياسيين الى تلفيق مكائد وتهم لا أساس لها من الصحة، كما حصل لحزب اللامبة حينما أراد تشويه سمعة الرجل بوابل من التهم كالغش في الامتحان وغيرها من الافعال الشيطانية التي جعلته يغادر دلك الحزب أو أو مكرها، بحيث نسبت لهذا التنظيم الحزبي مجموعة من التهم، اذ كان يدين بممارسات لا علاقة لها بالشعارات التي كان يرفعها. لقد كشف سي الرباح عن مجموعة من السلوكيات التي كانت زعامات حزب المصباح تتبجح بها في النهار، وتضرب بأخلاقياتها عرض الحائط بالليل، وما تورط جل قيادات الحزب خير دليل على ديماغوجية الرباح وتصريحه الصحفي الماكر الذي افتقد للمصداقية والحقييقة..
لقد ضاعت قامات سياسية بارزة في هذا الوطن بسبب المكر والخديعة التي يعتمدها بعض السياسيين لتنحية المنافسين المحتملين، ولو اقتضى الامر سلوك طرق ميكيافيلية التي تقوم على الغاية تبرر الوسيلة..
تعليقات
0