بـــــوقــــانـــا هذا الصباح 21/ يونيو/ 2023… بقلم ذ. محمادي راسي
بقلم ذ. محمادي راسي -جريدة البديل السياسي
بـــــوقــــانـــا هذا الصباح 21/ يونيو/ 2023
هذا اليوم صباحا امتاز بهواء سجسج ، وهو أول يوم من أيام فصل الصيف الذي سيحل في الساعة الرابعة مساء بناء على ما ذكرته بعض القنوات الأجنبية .
بعد أن سرت والشاطئ صباحا كعادتي خلال فصل الربيع ، ـــــ اعتبر السير كرياضة المشي ــــ توجهت إلى مقهى الطيب ، لأتناول سوملة قهوة ،جلست فوق الشرفة الطبيعية المشرفة على البحر ،أرضيتها سجسجية رملية ممزوجة بالصدف والحلزونيات والمحارات اللجينية التي تزداد نصاعة ولمعانا بأشعة الغزالة صباحا ، حتى أديم اليم يترقرق ويتلألأ اخترقته أشعة الشمس التي رسمت طريقا لجينيا لامعا يلمع كالسيف الباتر .
جير ؛ جلست لأن الجو يساعد على الجلوس ،فالشاطئ خال من الناس والمصطافين ،النسيم العليل يداعب جسمي، ينبه عقلي ، الحواس كلها تستمتع بهذا الشاطئ الشاسع السهل الولوج ،أحس كأنني كائن صغير أمام عظمة اليم الخضم ،أشعر أن أمواجه بصوتها الساحر تحاورني ، ولكن لا أفهم لغتها وموسيقاها .
أشرع في التفكير في الصيادين من أهل بوقانا الراحلين إلى دار البقاء ،كانوا هنا بجوار هذا المكان يصطادون الحيتان ، وأيضا تذكرت بعض الأصدقاء والمعارف الذين جلسوا فوق هذه الرمال الذهبية في الأصياف الماضية .
وحينما أنظر إلى أفقه ، أسافر عبره إلى الضفة الأخرى حيث مارسيليا ومورسيا ومالقا وإلى شاطئ الحسيمة ومارتيل وطنجة ، إنه يشجع الخيالية ويبعث على تداعي الأفكار واستحضار الأشياء .
بل به أرجع إلى الجغرافية والتاريخ القديمين وإلى الميثولوجيا والأساطير وآلهة البحر من بوسيدون وغيره .
بل أحيانا أنام على وقع العلاجيم ،بعد أكل السردين المشوي اللذيذ في الهواء الطلق ؛أكلة الفقراء والأغنياء، تلك الأكلة اللذيذة كلفتها غير مكلفة من اختصاص الطيب صاحب المقهى ، هذا المقهى المتواضع يقصده المواطن البسيط والفقير والغني والفنان والرسام والشاعر والكاتب والأستاذ والطبيب والمهندس والموظف ومختلف شرائح المجتمع ،وكذلك الأسر التي تريد أن تستمتع بهواء البحر وصوته ، لذلك تغتنم فرصة زمن العطلة الصيفية بجوار الأولاد ، للترويح والتنزه ونسيان رتوب العمل المنزلي ، في جو يسوده الفرح والسعادة والانسجام والهدوء .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار