جريدة البديل السياسي – مولاي نصطفى لحضة
النخلة أو “العمة” في الثقافة المحلية
يطلق سكان الجنوب الشرقي على النخلة اسم “العمة”، وهي تسمية ليست اعتباطية، بل تحمل في طياتها رمزية عميقة؛ فالعمة هي الأصل والظل والسند، تمامًا كما كانت النخلة عبر التاريخ عماد الحياة في واحات غريس، تمنح الغذاء والظل والبركة.

لكن هذه “العمة” اليوم تواجه خطراً وجودياً حقيقياً. فزحف الإسمنت على الواحات كسرطان يلتهم جسدها، وتلوث مياه السقي بمواد كيميائية ناتجة عن الاستعمالات البشرية، من تصبين إلى ربط عشوائي لمجاري الصرف الصحي بالسواقي، كلها عوامل تنذر بمستقبل مظلم للنخلة.
إن ما يهدد النخلة ليس مجرد خطر بيئي، بل تهديد مباشر لهويتنا وذاكرتنا الجماعية. لذا، فإن الواجب يستدعي تعبئة شاملة: سلطات، مجتمع مدني، وقبائل، من أجل إنقاذ النخلة/العمة، وحمايتها من الانقراض، لتظل شاهدة على تاريخ الواحة، ورمزاً لصمودها وكرامتها.
تعليقات
0