جريدة البديل السياسي
تعيش الثانوية الإعدادية لهدارة بالجماعة الترابية أركمان ، التابعة لإقليم الناظور ، وضعا صعبا منذ افتتاحها في الموسم الدراسي ، بسبب استمرار معاناتها من غياب الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، رغم النداءات المتكررة للجهات المعنية، في واحدة من بين اختلالات التدبير التي صارت من سمات مديرية التعليم بالناظور وفي غياب شبه تام لآليات المراقبة والتتبع والمساءلة من لدن الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق والوزارة الوصية التي لم تكلف أي منهما نفسها عناء مساءلة القائمين على الشأن التعليمي بإقليم الناظور حول عدم ربط هذه المؤسسة بشبكة الماء الصالح للشرب
فقد وجهه المكتب الإقليمي للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب بالناظور ، مراسلة رسمية إلى عامل إقليم الناظور –يلتمس فيها التدخل العاجل لإيجاد حل دائم لهذه الأزمة التي ترهق يوميات الأطر التربوية والتلاميذ على حد سواء.
وأوضح المكتب في مراسلته أن المؤسسة، التي أحدثت في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالإقليم، تضم اليوم العديد التلاميذ والتلميذات في العالم القروي موزعين على مختلف مستويات التعليم الثانوي الإعدادي، وتعد الثانوية الاعدادية لهدارة من المؤسسات النموذجية التي من شأنها المساهمة في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي بالعالم القروي، غير أن غياب الماء الشروب بهذه المؤسسة التعليمية يهدد هذه المكتسبات ويؤثر على السير العادي للدراسة وظروف التعلم وقد يفضي الى هدر مدرسي ملموس.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المؤسسة تعتمد في شراء صهاريج الماء ، مما أدخل المؤسسة في أزمة خانقة مستمرة.
وأضافت المصادر أن هذه المؤسسة لم يتم إدراجها ضمن لائحة المؤسسات التعليمية التي ستستفيد من الربط بالماء الصالح للشرب في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة بين المجلس الإقليمي للناظور ، وجهة الشرق ، والشركة الجهوية المتعددة الخدمات، والمديرية الإقليمية للتعليم، وهو ما عمق معاناة الأطر والتلاميذ.
ورغم مجهودات جمعية اباء واولياء التلاميذ ، التي تتدخل أسبوعيا عبر تزويد المؤسسة بصهريجين من الماء لتغطية جزء من الحاجيات، إلا أن هذا الحل يبقى مؤقتا ولا يرقى إلى مستوى الاستجابة الدائمة لحق المؤسسة في الماء الشروب، خصوصا في ظل رفض المجلس الجماعي لاركمان تبني المشروع بدعوى ضعف الإمكانيات المالية.
وطالبت الفيدرالية عامل الإقليم بالتدخل لتجاوز هذا الوضع غير الإنساني وضمان ربط المؤسسة بشبكة الماء الصالح للشرب في أقرب الآجال، حفاظا على كرامة الأطر التربوية وصحة التلاميذ وسلامتهم، وتمكين المؤسسة من أداء رسالتها التربوية في ظروف لائقة.
ويأمل أباء وأمهات التلاميذ أن تلقى هذه المراسلة تفاعلا جديا من مختلف المتدخلين، لوضع حد نهائي لمعاناة مستمرة في مؤسسة وجدت لتقليص الفوارق المجالية لا لتكريسها.


تعليقات
0