جريدة البديل السياسي- نورالدين عمار.
في مشهدٍ يختزل الإهمال وغياب المسؤولية، تحوّل فضاء بجانب محطة للوقود بحي النصر بمدينة الزمامرة إلى مطرحٍ عشوائي للنفايات، بعدما تخلّت الجماعة المحلية عن دورها الأساسي في جمع ونقل الأزبال إلى المطرح المخصص لها بطريق المناقرة.
مشهد صادم يكشف كيف يمكن للاستهتار الإداري أن يتحوّل إلى قنبلة موقوتة تهدد أرواح المواطنين وصحتهم وبيئتهم.
المكان الذي كان من المفترض أن يكون فضاءً نظيفًا بالقرب من الأحياء السكنية ومحطة الوقود، أصبح اليوم بؤرةً للتلوث والدخان والروائح الكريهة. عمال النظافة، بدل نقل النفايات إلى المطرح الرسمي، جعلوا من هذا المكان “مقرًا ثانويًا” لرمي الأزبال وحرقها عند تراكمها، في مشهدٍ عبثي يتنافى مع أبسط قواعد السلامة والبيئة. الساكنة اليوم تعيش رعبًا يوميًا بسبب الأدخنة المتصاعدة، والروائح الخانقة، وانتشار الحشرات والأمراض الجلدية والتنفسية.
الأخطر من ذلك أن حرق الأزبال بجوار محطة الوقود يشكّل خطرًا قاتلًا — انفجار محتمل في أي لحظة قد يحوّل المنطقة إلى كارثة بيئية وإنسانية حقيقية.
ألا يكفي أن نعيش وسط الإهمال حتى نُترك فريسةً للنيران والغازات السامة؟ من يتحمل المسؤولية؟ المسؤولية هنا واضحة لا لبس فيها: الجماعة المحلية بالزمامرة تتحمل القسط الأكبر من الذنب، لتقاعسها عن أداء واجبها في تدبير النفايات وفق المعايير البيئية.
السلطات المحلية مطالبة بالتدخل العاجل لوقف هذا العبث قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه.
الجهات الصحية والبيئية مطالبة بفتح تحقيق عاجل حول الأضرار الصحية التي لحقت بالسكان، وقياس مستوى التلوث الناتج عن الحرق العشوائي للنفايات.
سكان حي النصر يوجهون نداء استغاثة لكل الجهات المسؤولة: “كفى استهتارًا بحياتنا! نحن لا نطلب المستحيل، فقط نريد العيش في بيئة نظيفة وآمنة لأطفالنا.
الدخان يخنقنا، الروائح تزكم أنوفنا، والخوف من الانفجار لا يفارقنا.” ما يحدث في الزمامرة ليس مجرد خطأ عرضي، بل جريمة بيئية تُرتكب في حق الإنسان والطبيعة.
استمرار هذا الوضع هو بمثابة توقيع رسمي على كارثة قادمة، إن لم تتحرك الجهات المعنية اليوم قبل الغد



تعليقات
0