الرياضة في الشهر الفضيل بين الفوائد واﻹجهاد
جريدة البديل الرياضي: فؤاد جوهر:
للشهر الكريم مميزات خاصة ومختلفة عن باقي الشهور، تجعله يتفرد عن جميع أيام السنة، سواء من حيث اختلاف الأنشطة، أو احتياجات اﻹنسان من الغذاء المتنوع، لذلك كثيرا ما يلجأ الأشخاص في هذا الشهر الفضيل، لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، فتجد من يهوى المشاركة في الدوريات الرمضانية التي تبرمج في كافة الأحياء طيلة الشهر الأبرك، أو من يفضل اجراء التمارين الرياضية داخل الصالات المخصصة لشتى أصناف الرياضات من لياقة بدنية، كمال الأجسام، كراطيه تايكواندو، كيك بوكسينغ.. ويبقى أكثر الرياضات المفضلة في رمضان هو المشي، أو الركض الخفيف.
غير أن ممارسة الرياضة في الشهر المبارك كثيرا ما يحيلنا الى طرح تساؤلات عن كيفية ممارستها، وماهي اثار الصوم على القدرة على الرياضة؟ وأفضل الأوقات لممارستها؟ فممارسة الرياضة نمط واسلوب حياة صحيا، ولها أهمية كبرى على صحة اﻹنسان الجسمانية، فهي حسب الأطباء المتخصصين، تحسن من تدفق الدورة الدموية، وتهدئ الأعصاب، وتخفف من التوتر، والضغط النفسي الناتج عن العمل واﻹنشغالات اليومية. * للرياضة في الشهر المبارك فوائد… يرى المتخصصين أن ممارستها ضرورية للمحافظة على حيويةوصحة الجسم لتقوية العضلات، ولصحة سلامة الجسم، ولها فوائد متعددة، حيث تلعب دور هام في المحافظة على توازن الجسم، وممارسة الرياضة من العوامل المهمة للصيام، ورفع كفاءة الجسم، واللياقة البدنية، وتحصين الجسم من الأمراض، والقضاء على الكسل، فالنقص في الوزن الذي يحدث أثناء فترة الصوم يتم اعادته بعد اﻹفطار، خصوصا اذا كان هناك افراط في الطعام، واستمرارية على نفس المنوال طوال الشهر الكريم دون ممارسة حصص رياضية، وقد أثبتت الدراسات أن الرياضة على معدة فارغة، لها تأثيرات ايجابية جدا على الجسم، حيث تكون نسبة الأدرينالين مرتفعة، وقيمة الأنسولين منخفضة، وتقوم العضلات بحرق الدهون أكثر.
* أحسن الأوقات لممارسة الرياضة فالرياضة تحتاج الى اﻹستمرارية مهما كانت انشغالات الشخص، فحتى مع حلول الشهر المبارك، يجب المداومة عليها رغم أنه يصبح من الصعوبة بمكان ممارسة الرياضة، حيث تصل أوقات الصيام في أغلب المعدلات الى ما يقترب من 15 ساعة يوميا مع الحرارة، والجوع والعطش، الا أنه حسب اﻹختصاصيين لا يوجد جواب محدد بالضبط، لكن تبقى بعض القواعد يجب اﻹلمام بها: – يجب أن لا تزيدالفترة الزمنية المخصصة للتمارين الرياضية عن ساعة. -أن لا تكون التمارين الرياضية في أوقات الظهيرة، والوقت يحدد حسب الهدف من الرياضة، هل من أجل اللياقة البدنية أو لفقدان الوزن. ممارسة الحصص الرياضية من الأفضل أن تكون قبل اﻹفطار بساعة، وهي من بين أحسن الوسائل ﻹنقاص الوزن الزائد، خصوصا وأن المعدة تكون فارغة، وتساعد الجسم كي يتخلص من السموم، وزيادة الشعور بالراحة، والوقت المناسب لمزاولة الرياضة بعد اﻹفطار يتراوح ما بين 2 و 4 ساعات، وفقا لحجم الوجبة التي تناولها الصائم. وتبقى الفترة الزمنية غير الرغوب فيها من قبل الخبراء لممارسة الرياضة، حيث صنفت ضمن أسوأ الخيارات، وهي بعد اﻹفطار مباشرة، بمدة قصيرة حيث يكون الغذاء والأكسجين متجها الى المعدة ﻹتمام عملية الهضم، وبالتالي لا فائدة ترجى من مباشرة الرياضة بعد الاذان مباشرة. وتبقى الرياضة سواء في الفطر، أو في شهر رمضان، من الأساسيات المهمة في حياة اﻹنسان، ولكن يغفل عنها الكثيرون، بداعي أن الوقت لا يسعهم ﻹدخال حصص رياضية في حياتهم اليومية، وفوائدها على صحة اﻹنسان لا تظهر في الأمد القريب، وانما يحتاج المرء الى فترة من الوقت، والمزاولة لمرات عديدة، كي تظهر اثارها على صحة جسم اﻹنسان شريطة الحزم واﻹنتظام في المزاولة.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار