جريدة البديل السياسي
الإساءة إلى المحاماة… إساءة إلى العدالة
بقلم: لبنى الصغيري – نائبة برلمانية ومحامية بهيئة الدار البيضاء
ما تضمنه التسجيل المنسوب لاجتماع لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية التابعة للجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر ليس مجرد “تصريحات عابرة”، بل انزلاق خطير يمسّ إحدى ركائز دولة الحق والقانون: مهنة المحاماة.
حين تُمسّ كرامة المحامي، يُمسّ القضاء ذاته، وتُضرب في الصميم الثقة العامة في العدالة. لذلك، فإن ما صدر من عبارات غير مسؤولة لا يمكن السكوت عنه، ولا يُمكن تبريره تحت أي ذريعة. فالمحامي ليس خصماً لأحد، بل هو شريك في إحقاق الحق، وحارس لروح القانون.
إنّ المطالبة بفتح بحث مستقل وشفاف لتحديد المسؤوليات ليست ترفاً مهنياً، بل واجب وطني وأخلاقي لإعادة الاعتبار للمؤسسات، وللتأكيد أن زمن التبخيس والإهانة قد ولّى.
المحاماة ستبقى شامخة مهما حاول البعض الإساءة إليها، لأن جذورها ممتدة في عمق العدالة، وكرامتها من كرامة الوطن.
وبصفتي نائبة برلمانية، أؤكد أن ما وقع يستوجب مساءلة سياسية ومؤسساتية، وأن البرلمان مطالب بأن يضطلع بدوره في حماية مهن العدالة وصون هيبتها، من خلال تفعيل آليات الرقابة والمساءلة، حتى لا تتكرر مثل هذه السلوكات التي تسيء إلى صورة الدولة قبل أن تسيء إلى المحامين.


تعليقات
0