جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار .
على إيقاع الصهيل وعبق البارود، يعود موسم مولاي عبد الله أمغار، هذا العام، بحلة بهية ودورة تُعدّ الأضخم في تاريخه، لتُكرّس هذا الحدث كأيقونة ثقافية وروحية تُجدّد صلتها العريقة بالتراث المغربي الأصيل، ولتتحول رمال الشاطئ إلى مسرح مفتوح لعروض الفروسية التقليدية التي تأسر القلوب وتحيي الذاكرة الجماعية للأمة.
في سنة 2025، لا يبدو أن موسم مولاي عبد الله أمغار يكتفي بالحفاظ على مكانته؛ بل يسير بثبات نحو ترسيخ ريادته كواحد من أكبر المواسم الفرجوية على مستوى المملكة. فقد تجاوز عدد السربات المشاركة هذا العام 130 سربة، تضم أكثر من 2300 فارس، يمثلون مختلف ربوع الوطن، حاملين معهم تنوع التقاليد الفروسية وجهات النظر الثقافية التي تصب جميعها في نهر واحد: نهر الهوية المغربية. ولا يقف الزخم عند هذا الحد، بل يتوقع أن يرتفع عدد المشاركات في الأيام المقبلة، نظراً للطلبات الإضافية المتوالية على إدارة الموسم، وهو ما يعكس الإقبال المتزايد والسمعة المتألقة التي بات يحظى بها هذا الحدث في الساحة الوطنية.
. رئيس الجماعة.. قبطان الموسم وعرّاب النجاح من بين العوامل الأساسية التي كانت وراء نجاح نسخة هذا العام، تبرز الجهود المتواصلة لرئيس جماعة مولاي عبد الله، الذي حرص منذ أشهر على تعبئة مختلف المصالح وتوفير كل الضمانات اللوجستيكية والتنظيمية لضمان استقبال يليق بالمشاركين والزوار. وقد عمل الرئيس، بمعية فريق عمله، على تهيئة الفضاءات، وضمان تنسيق فعّال مع السلطات المحلية والأمنية، وتعبئة الموارد اللازمة لتأمين موسم في مستوى انتظارات آلاف الزوار وعشّاق “التبوريدة”
. هذه الدينامية التنظيمية، التي يقودها رئيس الجماعة، تعكس رؤية واضحة لجعل الموسم ليس فقط مناسبة احتفالية، بل رافعة حقيقية للتنمية المحلية، من خلال تنشيط الدورة الاقتصادية، وتحفيز السياحة الثقافية، وإبراز المؤهلات التراثية لمنطقة مولاي عبد الله التي تتحول خلال هذه الأيام إلى قبلة وطنية بامتياز.
موسم للذاكرة والهوية إن موسم مولاي عبد الله أمغار ليس مجرد حدث ترفيهي، بل هو موعد سنوي مع الذاكرة، ومساحة رمزية لصون تراث الفروسية المغربية، وترسيخ القيم التي ظل الفارس المغربي يجسدها على مرّ القرون: الشجاعة، النبل، والانتماء.
ويُنتظر أن تسجّل دورة هذا العام لحظة فارقة في تاريخ الموسم، بفضل هذا الزخم غير المسبوق، والتعبئة الاستثنائية، وحرص الجماعة الترابية، تحت إشراف رئيسها، على رفع سقف التحديات، وجعل الموسم حدثاً بمقاييس وطنية وإشعاع دولي مستقبلاً.
تعليقات
0