الجماعات الترابية

أكوام الأزبال والنفايات تغزو شوارع مدينة الناظور ليلا ونهارا في مدينة يقال أنهاباب اوروبا

كريمة العمراني – جريدة البديل السياسي

عاد سيناريو انتشار الأزبال بمدينةِ الناظورإلى الواجهةِ، حيث تراكمتْ أكوامٌ من النّفايات والقمامة في مختلف الأماكن العموميّة وشوارع وأزقّة المدينةِ.

وفي سياق الموضوع ينتابك شعور رهيب بإقصاء وتهميش غير طبيعي يطال ساكنة بعض المناطق فقط مما يجعلك أمام مفارقة مستفزة، تؤكد لك أن مسئولو هذه المدينة من برلمانييين ومنتخبين يضحكون على ذقون الساكنة دون أن يرف لهم جفن.

 بسبب تراجع أشغال شركة النظافة التي تحولت من سيئة إلى كارثية ، لا يشعر سكان مدينة الناظور بأي تغيير حقيقي بالمدينة ، مادامت الازبال منتشرة في كل مكان .

هل فعلا توجد بالناظور  شركة نظافة فوت لها أمر جمع أزبال مواطنيها ؟ أم أن الأمر مجرد مزحة مناسبة.

حديثنا هذا ما أضحت تعرفه المدينة من أزبال نفايات أكثر تناثرا بمختلف أزقتها و شوارعها، حتى أن أكوامها صارت تثير الناظرين من سكان وزوار حاضرة الكورنيش الذين تضاعفت أعدادهم بحكم أن المدينة سوف تصبح قبلة سياحية لعدد من الزوار ، حيث يبعث مشهدها على الاشمئزاز والتقزز في نفوسهم، سيما وأنها تتحول خلال الأيام الأخيرة إلى مصدر لروائح كريهة تزكم أنوف المارة، بل ومرتعا خصبا لجحافل الذباب والناموس والحشرات الضارة التي تزعج راحة المواطنين والساكنة والذي من العيب أن تكون مدينة تسمى بباب أوروبا  تستقطب مئات الآلاف من الزوار خلال فصل الصيف غارقة في الأزبال.. فأينما يولي المواطن وجهه داخل دروب وحواري  الناظور  إلا و يثير انتباهه مشهد أكوام من الأزبال والنفايات متناثرة أرضا، سواء بالأحياء الشعبية أو كبريات الشوارع التي تشهد حركة دؤوبة للسائقين والراجلين معا، مثل الشمال والجنوب و شارع محمد الخامس والجيش الملكي فضلا عن قرب مستشفى الحسني .

الباب الرئيسي للمحطة الطرقية، وهو ما يعطي انطباعا سيئا عن نظافة للمدينة ، بحكم أن أول ما يقع عليه بصر الوافدين عليها عبر حافلات النقل العمومي هي أكوام شتى أنواع النفايات التي غالبا ما تفرز عصارة تكاد تخنق رائحتها أنفاس هؤلاء الزوار.

إلى ذلك، فعديدة هي نقط وضع حاويات النفايات بالمدينة التي تتحول إلى ما يشبه مطارح عمومية للأزبال، إذ غالبا ما يجد المواطنون أنفسهم مضطرين لوضع نفاياتهم أرضا بعدما يصادفونها ممتلئة عن آخرها، ما يطرح أكثر من تساؤل حول مدى استعدادات الشركة المفوض إليها تدبير قطاع النظافة بالمدينة لمواكبة التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة  ، حيث تزداد الحاجة إلى قمامات الأزبال وتوسيع دائرة نقط وضعها حتى يتيسر للسكان والزوار على حد سواء التخلص من نفاياتهم بشكل يحافظ على نظافة و جمالية المدينة ، فمن المفروض أن يرفع المسؤولون عن قطاع النظافة من نقط وضع الحاويات، مع تعزيزها بحاويات إضافية، خاصة عندما يتراءى لهم أثناء تفريغها بأنها لم تعد قادرة على استيعاب الكميات المتزايدة من النفايات الصلبة وهو ما لا يتم خاصة في الأحياء المستحدثة مؤخرا والعمارات التي أصبحت تحتل مراتب متقدمة بالنسبة للسكن الإجتماعي بالمدينة .
و يبقى مثيرا للانتباه تناثر هذه الكميات من الأزبال والنفايات ليل نهار، بالعديد من شوارع وأزقة المدينة  ، ما يطرح عدة تساؤلات حول برنامج عمل الشركة صاحبة امتياز التدبير المفوض، وعدد رحلات التفريغ التي تقوم بها في اليوم الواحد، ومدى اشتمال هذه العملية لمختلف نقط وضع الحاويات، وإن كانت مصادر عليمة قد أكدت أن أسطول الشركة لا يسمح بذلك، إذ لم يطرأ عليه أي تغيير شتاء وصيفا ، و هو ما فرض حسب ذات المصادر، تقسيم المدينة إلى بدل بعض مناطق للعمل، ما يجبر عمال النظافة على العمل لساعات إضافية وقطع مسافات طويلة بين دروب وأحياء هذه المناطق في أفق أن تشملها عملية جمع النفايات، لكن دون جدوى، ما يطرح عدة استفهامات حول ما إذا كان سيتم تعويضهم عن ذلك ماديا أم بأيام راحة حسب ما تنص عليه اتفاقية مبرمة بين الشركة صاحبة الامتياز و المجلس الجماعي والنقابات.

و بدوره يتحمل المجلس الجماعي للناظور مسؤولية تراجع مستوى النظافة بشوارع وأزقة حاضرة المدينة ، إذ نهج سياسة اللامبالاة تجاه تقليص ناقلات جمع النفايات مقارنة مع أسطول الشركة السابقة، في وقت يزداد فيه المجال العمراني للمدينة اتساعا في كل الاتجاهات، بل واكتفى بلعب دور المتفرج حيال تدهور نظافتها، وهو المفروض فيه أن يراقب عمل الشركة صاحبة الامتياز ويطالبها بتحسين جودة الخدمات بما يساهم في التنمية السياحية المنشودة.

ومعلوم أن الشركة التي تسهر على نظافة مدينة  الناظور  قد استفادت من صفقة التدبير المفوض لهذا القطاع خلال بعد انتهاء العقدة التي كانت تربط المجلس الجماعي بشركة أخرى دخلت بدورها غمار المنافسة حول هذه الصفقة من أجل استمرارها في تدبير قطاع النظافة بالمدينة غير أنها أخفقت في ذلك.
فهل تحولت النظافة الى نقطة غير مهمة في أجندة ما يسمى بالمجلس الجماعي، أم أن كل شيء انتهى في جماعة أصبح فيها كل شيء منتهي الصلاحية وتلك حكاية أخرى تستوجب تدخل وزارة الداخلية لوضع حد لفوضى لا حدود لها.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار