جريدة البديل السياسي …..
عادل الميلودي… قطار البراق في سماء الراي الشعبي
بدر شاشا
عادل الميلودي، ذلك الاسم الذي أصبح مرادفًا للفن الشعبي المغربي الأصيل، هو أكثر من مجرد فنان. إنه أسطورة حية، حالة فنية فريدة، طاقة إبداعية لا تنضب. بدأ من لا شيء، من الشارع، من الصفر، لكنه تسلّح بالصبر والإرادة، وسار وحيدًا في طريق صعبة حتى أصبح اليوم أحد أعمدة الراي الشعبي، وواحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا وانتشارًا في الساحة الفنية.
من واحيد الميلودي إلى مفيوزي وحلوفة وغيرها من الأعمال القوية، استطاع هذا الفنان المبدع أن يفرض اسمه وأسلوبه الخاص الذي لا يشبه أحدًا. فهو يكتب ويلحن ويغني في لحظات، وكأن الإبداع يتدفق من قلبه مباشرة إلى الأذن دون وسيط. هو الفنان المغربي الوحيد القادر على إتقان جميع أنماط الأغاني الشعبية، من الحزينة إلى الساخرة، من العاطفية إلى الاجتماعية، وكلها بصوته المميز وأسلوبه الفريد.
الفنان الذي قاتل لوحده
ما يميّز عادل الميلودي حقًا، ليس فقط موهبته، بل قوة شخصيته. لقد شق طريقه دون دعم، وواجه العراقيل والخصوم، وتعرّض لمحاولات تشويه وإسقاط، لكنه لم يسقط، لأنه كان صاحب قلب نقي، ولأنه فنان يحمل في داخله نار الشغف، ونور النية الطيبة. كان وحيدًا في البداية، لكنه لم يكن ضعيفًا، بل كان محاربًا بالفن والكلمة.
إنتاج غزير يتجاوز الخيال
قليلون هم الفنانون القادرون على إنتاج خمس أغانٍ في يومين، كلمات وتلحين وأداء. لكن عادل الميلودي يفعل ذلك بكل سهولة، وكأن الإبداع عنده ينبع بلا توقف. إنه آلة فنية لا تعرف الراحة، فنان حقيقي يعطي بلا حساب، ويغني للناس ومن الناس. صوته لا يشبه إلا نفسه، وأسلوبه لا يُقلَّد، لأن الأصل لا يُكرَّر.
زوجته… المرأة الحديدية
وراء هذا الفنان الكبير، تقف امرأة من طراز خاص، زوجته التي كانت ولا تزال سندًا حقيقيًا ودرعًا واقيًا في وجه الذئاب المختبئة. إنها المرأة الحديدية التي آمنت بزوجها منذ البداية، ودافعت عنه في كل معاركه، ووقفت بجانبه عندما تخلّى عنه الكثيرون. هي نصفه الآخر، شريكته في الحياة والفن.
الميلودي… أسطورة صنعت نفسها
عادل الميلودي ليس مجرد اسم في عالم الفن، بل هو مدرسة قائمة بذاتها. عدد أغانيه تجاوز الخيال، وأثره في الساحة لا يُنكر. هو الفنان الذي يبدع في كل شيء، الذي يعيش فنه بجنون جميل، ويمنح جمهوره الصدق والعفوية دون تصنّع.
إنه صوت الشعب، روح الراي، وقطار البراق الذي لا يتوقف. إنه عادل الميلودي، الفنان الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في ذاكرة الفن المغربي.
لماذا حُرم منه الجمهور على شاشات التلفزيون، وأُغلِق في وجهه الباب في المغرب؟ هنا نتساءل…
إعداد بدر شاشا



تعليقات
0