جريدة البديل السياسي |ضيف البديل

الجدار الخلفي/ قصة قصيرة… بقلم عبد المجيد طعام

384339964_1917131948681833_5654950134357935664_n

عبد المجيد طعام – جريدة البديل السياسي

الجدار الخلفي/ قصة قصيرة

 

بعد أن حول المارون الجدار الخلفي لمنزله إلى مرحاض ومزبلة مفتوحة ، نفذ صبره فاشترى صباغة حمراء وبإصرار حاسم كتب على جداره بالبنط العريض :” أيها الحمار !! ممنوع البول و رمي الأزبال هنا !!”

مساء وهو عائد من المقهى أعياه البحث في كل جيوبه عن مفتاح منزله ، اشتد عليه الضغط فبدا كراقص فلامنغو يضرب برجليه على خشبة المسرح ويلوي يديه في الفضاء.

لم يخفف الرقص من شدة الضغط والألم فعدل عن فتح الباب ودار خفية خلف منزله وشرع في إفراغ مثانته على جداره الخلفي …. خف الألم وبدأ يشعر بلذة ذكرته بما كتبه فرويد ، ابتسم ابتسامة خفيفة ، استعاد السيطرة على مهاراته الحركية النفسية ، فتحول من حال راقص الفلامنكو إلى حال الرجل المتزن .

سرى في عروقه ارتياح جميل إلى أن استقرت عيناه على ” أيها الحمار!! ” فتغيرت ملامح وجهه ، هجر ابتسامته وانتابه القلق والشعور بالحرج ، وسمع صوتا يخرج من أحشائه يقول له :” السيد منير ! ما هذا الذي فعلته ؟ أنت أيضا حمار ضمن جماعة الحمير!! ” حاول عبثا أن يتجاهل الصوت ، اشتد حضوره كلازمة أنشودة تعيسة ، كان يرسم رجلا صغيرا تافها على الجدار الخلفي.

” ما هذا الذي يحدث ؟ هل أنا مجرد رجل صغير تافه ؟ لا يمكن ! لقد قرأت كتبا كثيرة ! ” ليفر من أسئلته المقلقة جرى نحو باب منزله ، أدخل يده في حيب سرواله ، أخرج المفتاح ، ثم عاد إلى جداره الخلفي وهو يحمل صباغة سوداء ، شطب على الجملة التي حاصرته ، نظر إلى كل المنازل المحيطة به وقال :”لكل واحد واجهة مخادعة ، لكننا نشترك كلنا في نفس الجدار الخلفي…. بولوأ لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تتحرجون “

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي